ليلة تغير فيها القدر من الفصل الأول حتى الفصل الخامس
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الاول
أميرة أغيثيني! كان صوت صديقتها المقربة المليء باليأس والضعف هو الشيء الوحيد الذي يتردد في ذهن أميرة تاج وهي تهرع نحو النادي الغرفة ٨ ألقت أميرة نظرة على لوحة الأرقام المثبتة على باب الغرفة
كان هذا هو نفس رقم الغرفة الذي أرسلته صديقتها المقربة هالة سمير بدون تردد دفعت الباب مسرعة لإنقاذ صديقتها لدى فتحها الباب استقبلتها عتمة الغرفة
كانت لحظات هذا الکابوس قصيرة لكنها لم تنسها قلقها بشأن سلامة صديقتها المقربة كانت على وشك الاتصال برقم هالة عندما لاحظت مجموعة من الرجال والنساء يخرجون من باب جانبي تحت الأضواء تعرفت فورا على اثنتين من النساء في المجموعة
أنتما كانت أميرة غاضبة لدرجة أنها تراجعت كانت تعاني بشدة بعد ما مرت به أختها غير الشقيقة كاد يقضي عليها هيا يا هالة لا نريد أن يرانا أحد مع هذه الحثالة أليس كذلك قالت وهي تمسك ذراع هالة قادتها إيمي نحو السيارة الرياضية التي كانت قد أوقفتها على الرصيف
فمن يدري ما يمكن أن تكوني قد نقلتيه لي أو لابنتي فأنا أخشى على صحتنا جميعا استهزأت المرأة الجالسة بأبهة على الأريكة متألقة بمجوهراتها وملابسها الفاخرة أبي أنا حقا لم أفعل ذلك أنا حاولت أميرة أن تدافع عن نفسها لكن فؤاد لم يكن مهتما بسماع المزيد منها نظر إليها بنظرة مليئة بالڠضب والازدراء قائلا بصوت عال لا زلت تكذبين حسنا! اخرجي من هذا البيت فورا! اخرجي من هذا البيت الآن! لن أتحمل وجودك تحت سقف بيتي لا يمكن لابنتي أن تكون معيبة وتجلب لنا
لن يكون لك مكان في هذا البيت بعد الآن! شدت أميرة قبضتيها وهي تحدق پغضب بسبب تعبيرات وجه إيمي السعيدة
عندما رأت إيمي الكراهية والڠضب في عيني أميرة مالت نحوها قائلة ماذا هل تريدين صفعي أو شيء من هذا القبيل ثم استدارت بخدها نحو الفتاة المحتدة وقالت بغرور تفضلي إذا! دون تردد وجهت أميرة يدها على وجه إيمي موجهة صڤعة قوية آه! أطلقت إيمي صړخة حادة
لقد ضړبتني! يا أمي يا أبي أميرة ضړبتني! صړخت وهي تهرول نزولا على الدرج سرعان ما ضمت نعيمة لاشين ابنتها في أحضانها وصړخت في اتجاه الدرج كيف تجرأت على ضړب ابنتي أميرة! ماذا تظنين نفسك فاعلة! نظر فؤاد إلى آثار الاحمرار على وجه إيمي وشعر بخيبة أمل لم يسبق لها مثيل في حياته متى أصبحت ابنتي الكبرى عصية ومتمردة إلى هذا الحد أبي الصڤعة تؤلمني
بكت إيمي وهي تتوسد أحضان والدها وهي تتنفس بعمق متظاهرة بأنها تعاني من ألم شديد اخرجي من هنا أميرة! صړخ فؤاد نحو الدرج باتجاه أميرة بعد أن جمعت أغراضها أمسكت أميرة بجواز سفرها ونزلت الدرج تجمد قلبها عندما رأت كيف كان والدها يحتضن إيمي بحنان وكأنها كنز ثمين يخشى أن يفقده
أدركت حينها أنها لا تملك مكانا في قلب فؤاد الذي لم يهتم سوى بسماع رواية إيمي للأحداث بدلا من سؤال أميرة عن مأساة الليلة الماضية منذ ۏفاة والدتها قضت أميرة سنواتها في هذا المنزل كما الغرباء بينما كان والدها يبني عائلة جديدة لن أعود إلى هذا المكان مجددا
داخل المنزل راقبت إيمي بنظرة ماكرة أميرة وهي تسحب حقيبتها باتجاه الباب الأمامي ولمعت على شفتيها ابتسامة خبيثة وهي تفكر أخيرا تخلصت من هذا العبء الثقيل! خمس سنوات مرت وإذ بسماع طرقا على الباب الأمامي لشقة في إحدى المدن خارج البلاد كانت المرأة التي تعيش في الشقة مشغولة بالنظر في تصاميمها عندما انتبهت لطرق الباب متفاجئة قليلا توجهت نحو الباب وفتحته بلا حماس
وعندما رأت رجلين غريبين يرتديان بدلا أنيقة سألت عمن تبحثون هل أنت الآنسة أميرة تاج سأل أحد الرجلين بالإنجليزية أنا هي ماذا تريدون سألت أميرة تم إرسالنا للبحث عنك والدتك أمل شعبان قد أنقذت حياة سيدنا الشاب في الماضي
والآن السيدة الكبيرة التي نخدمها تود رؤيتك عقدت أميرة جبينها بتجهم عند سماع ذلك ومن تكون تلك السيدة الكبيرة التي تخدمونها إنها السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير أجاب الرجل الأول بأدب وتواضع
لدى سماعها هذا الاسم انكشف أمام أميرة اللغز السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير كانت العقل المدبر لمجموعة البشير أحد أضخم وأكبر الشركات في البلاد عائلتها تحمل قصة قديمة مرتبطة بأم أميرة الضابطة الباسلة والصادقة أمل التي بذلت روحها فداء لإنقاذ نجل تلك السيدة محافظة بذلك على عراقة اسم البشير كان لدى أميرة اعتزاز عميق بكونها ابنة لضابطة مثل أمل
أنا آسفة ولكن لا يمكنني مقابلتها قالت أميرة بثبات وحزم كانت تشعر أن عائلة البشير تريد رد الجميل لوالدتها لكنها لم تكن مهتمة بقبول هذه المجاملة بأي حال فجأة انبعث صوت طفل يتساءل بفضول من داخل الشقة أمي من هؤلاء الأشخاص ليس أحدا مهما ردت أميرة بسرعة
ثم التفتت إلى الرجلين عند الباب قائلة أعتذر لكنني حقا لا أرغب في استقبال زوار الآن وبذلك أغلقت الباب بوجههم في تلك اللحظة في ركن بعيد من البلاد كان يجلس رجلا في ربوع فيلا سرية تختبئ وسط التلال الشاهقة هل عثرتم عليها سأل بنبرة حازمة وملؤها الجدية بلى السيد أصلان الفتاة التي قابلتها في النادي قبل خمسة أعوام قد باعت ساعتك الثمينة في سوق السلع المستعملة
بتعبير متجهم ونظرة حازمة أمر الرجل الجالس على الأريكة
بصوته العميق