رواية من كاره إلى عاشق (عندما يندم العاشق) رولا الجابر (من الفصل الثامن والسبعون حتى الفصل الثمانون)
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل 78
في الماضي كان الثلاثة دائما رولا أحمد وبلال يجتمعون على موائد الطعام يتناولون الوجبات معا كأنهم أسرة واحدة وفي بعض الأحيان كانت مايا تنضم إليهم لتشاركهم تلك اللحظات البسيطة لكن هذه المرة كانت مختلفة فقد كانت المرة الأولى التي يجلس فيها لؤي بينهم لتناول طعامهم
في تلك اللحظة ارتفعت مشاعر مختلفة في قلبي أحمد وبلال كما لو أن شيئا ما قد تبدل في الجو الذي حولهم توقف لؤي فجأة في مساره ثم استدار ليواجه عيني أسيل اللامعتين اللتين تلمعان كنجمتين في سماء مظلمة لحظة من التردد ثم تحول نظره إلى المقعد الذي بجانبهم حيث الأواني التي كانت مصطفة على الطاولة بالقرب منه وعندما لمح هذه التفاصيل البسيطة لمحت عينيه لمعة غريبة ربما كانت تلك لمعة العاطفة شيء يشبه الاعتراف غير المعلن أو الارتياح الغريب
ولسبب غير معلوم بدأ الجو الذي كان مفعما بالحيوية في البداية يصبح أكثر توترا وكأن ثقلا غير مرئي قد انتشر في الأجواء نظر لؤي إليهم في صمت متسائلا في نفسه ما إذا كان هو السبب في هذا التحول المفاجئ في الأجواء
أما أسيل التي لم تعد تجد في الطعام ما يشبع رغبتها في تلك اللحظة فقد فقدت شهيتها بشكل غريب بدأت تقطع الطعام إلى قطع صغيرة دون أن تشعر بنفسها وهي تأخذ قضمات صغيرة وكأنها في حالة من اللامبالاة
هزت أسيل رأسها بسرعة كما لو كانت تحاول أن تقول شيئا دون أن تخرج منها كلمة واحدة كان كل ما صنعته رولا لها أعجبها لكن مزاجها لم يكن في حالة تسمح لها بالاستمتاع بالطعام
بلال الذي كان يعرف أسيل أكثر من أي شخص آخر شعر بما يحدث دون أن تحتاج إلى التحدث أوقف أدواته جانبا وابتسم قائلا أسيل زينا تماما هي ما بتحبش الجزر ولا الفاصوليا ودايما بتختار الفلفل
عادت الابتسامة إلى وجه أسيل وأومأت برأسها بلطف وكأنها وافقت على العون الذي تقدمه رولا ثم اقتربت رولا واختارت بعناية الجزر والفلفل من طبق أسيل وضعتهم في طبقها الخاص حتى تريحها
لكن عندما كانت أسيل على وشك استئناف تناول طعامها حدث شيء غير متوقع شعرت بشيء يشد يدها بشدة فأصابها الألم فجأة مما جعلها تتوقف عن تحريك يدها وكأن جسدها قد فاجأها
لاحظت رولا نظرة أسيل فما كان منها إلا أن وضعت فورا يدها على يد أسيل وقالت بحرص فيه إيه
توترت أسيل قليلا فعضت شفتيها تحاول أن