الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية من كاره إلى عاشق (عندما يندم العاشق) رولا الجابر (من الفصل الثامن والسبعون حتى الفصل الثمانون)

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل 78
في الماضي كان الثلاثة دائما رولا أحمد وبلال يجتمعون على موائد الطعام يتناولون الوجبات معا كأنهم أسرة واحدة وفي بعض الأحيان كانت مايا تنضم إليهم لتشاركهم تلك اللحظات البسيطة لكن هذه المرة كانت مختلفة فقد كانت المرة الأولى التي يجلس فيها لؤي بينهم لتناول طعامهم 
في تلك اللحظة ارتفعت مشاعر مختلفة في قلبي أحمد وبلال كما لو أن شيئا ما قد تبدل في الجو الذي حولهم توقف لؤي فجأة في مساره ثم استدار ليواجه عيني أسيل اللامعتين اللتين تلمعان كنجمتين في سماء مظلمة لحظة من التردد ثم تحول نظره إلى المقعد الذي بجانبهم حيث الأواني التي كانت مصطفة على الطاولة بالقرب منه وعندما لمح هذه التفاصيل البسيطة لمحت عينيه لمعة غريبة ربما كانت تلك لمعة العاطفة شيء يشبه الاعتراف غير المعلن أو الارتياح الغريب 

كانوا بالفعل عائلة على الرغم من أن هذا الاعتراف كان أشبه بالسر الذي يتسلل إلى القلب دون أن يشعر به صاحبه كانت لحظة غريبة إذ شعر لؤي بأن وجوده في هذا المكان وسطهم قد يبدو غير مألوف لكنه جلس هناك على أي حال دون أن يدرك تماما كيف وصل إلى هذه النقطة 
ولسبب غير معلوم بدأ الجو الذي كان مفعما بالحيوية في البداية يصبح أكثر توترا وكأن ثقلا غير مرئي قد انتشر في الأجواء نظر لؤي إليهم في صمت متسائلا في نفسه ما إذا كان هو السبب في هذا التحول المفاجئ في الأجواء 
أحمد وبلال الذين اعتادوا على الحديث والضحك أصبحا الآن صامتين وقد خفضا رأسيهما مع كل قضمة من الطعام كان هذا الصمت ثقيلا كما لو أن الكلمات قد اختفت فجأة من العالم ليحل محلها شيء غريب وغير مفسر 
أما أسيل التي لم تعد تجد في الطعام ما يشبع رغبتها في تلك اللحظة فقد فقدت شهيتها بشكل غريب بدأت تقطع الطعام إلى قطع صغيرة دون أن تشعر بنفسها وهي تأخذ قضمات صغيرة وكأنها في حالة من اللامبالاة 
أسيل هل هناك شيء لا يعجبك سألتها رولا بلطف وقد لاحظت التغيير المفاجئ في سلوكها 
هزت أسيل رأسها بسرعة كما لو كانت تحاول أن تقول شيئا دون أن تخرج منها كلمة واحدة كان كل ما صنعته رولا لها أعجبها لكن مزاجها لم يكن في حالة تسمح لها بالاستمتاع بالطعام 
بلال الذي كان يعرف أسيل أكثر من أي شخص آخر شعر بما يحدث دون أن تحتاج إلى التحدث أوقف أدواته جانبا وابتسم قائلا أسيل زينا تماما هي ما بتحبش الجزر ولا الفاصوليا ودايما بتختار الفلفل 
ابتسمت رولا ابتسامة دافئة وقالت هساعدك تختاريهم تمام 
عادت الابتسامة إلى وجه أسيل وأومأت برأسها بلطف وكأنها وافقت على العون الذي تقدمه رولا ثم اقتربت رولا واختارت بعناية الجزر والفلفل من طبق أسيل وضعتهم في طبقها الخاص حتى تريحها 
لكن عندما كانت أسيل على وشك استئناف تناول طعامها حدث شيء غير متوقع شعرت بشيء يشد يدها بشدة فأصابها الألم فجأة مما جعلها تتوقف عن تحريك يدها وكأن جسدها قد فاجأها 
رفعت يدها ببطء ونظرت إلى رولا بعينيها التي كانت مليئة بالدموع كما لو كانت تبحث عن مساعدة كان الألم واضحا في عينيها وكانت الحيرة تملأ وجهها 
لاحظت رولا نظرة أسيل فما كان منها إلا أن وضعت فورا يدها على يد أسيل وقالت بحرص فيه إيه 
توترت أسيل قليلا فعضت شفتيها تحاول أن

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات