الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية من كاره إلى عاشق (عندما يندم العاشق) رولا الجابر (من الفصل الثامن والسبعون حتى الفصل الثمانون)

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بين لؤي وبلال تلك اللحظة التي كان فيها لؤي يقف بوجه أمه ويحمل في عينيه نظرة باردة تثير الحيرة   
لماذا تخلى عن أمي تساءل لؤي في نفسه ماذا كانت تلك النظرة لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أنه بما أن لؤي قد تخلى عن أمه فلا بد أن هناك عقاپا ينتظره كانت تلك قطعة من الكرفس بالنسبة له مجرد بداية لما هو آت   
التقط لؤي شوكته وأخذ ينظر بعينيه الثاقبتين إلى أحمد الذي كان قد عمد إلى تقديم هذا الطعام الممقوت له استشعر أحمد تلك النظرات فرفع رأسه والتقى بعيني لؤي دون أن يطرف أو يهرب من التحدي الذي كان يراه في عينيه   
رفع لؤي حاجبيه مستغربا لسبب غير واضح شعر أن هناك تحديا في نظرة أحمد تحد غريب لا يستطيع فك شفراته لكنه لم يعر الموضوع اهتماما فكل شيء يبدو بالنسبة له عاديا   
هل تكره الكرفس سيدي فواز سأل أحمد بنبرة بريئة وكأنما كان يوجه دعوة خفية للآخر لتأكيد ما بدا وكأنه لعبة   
ابتسم لؤي ابتسامة باهتة وأجاب   
لا   
ثم بلا مبالاة وضع الكرفس في فمه   
من زاوية بعيدة كان أحمد يراقب حركاته بعناية لكنه لم ير نظرة الاشمئزاز التي ارتسمت على وجه لؤي وهو يبتلع الكرفس بمرارة   
كانت رولا تراقب المشهد عن كثب وعندما استدار لؤي ليبتعد عن الطاولة لم يكن قد أخفى تلك النظرة التي تحولت إلى اشمئزاز عميق   
في تلك اللحظة كأنما عادت الذكريات لتزحف إلى ذهن رولا لتأخذها إلى الأيام التي سبقت ست سنوات تلك اللحظات التي كانت تحمل في طياتها الكثير من الخفايا   
فأعادت عينيها إلى الأرض محاولة إخفاء تلك الذكريات العتيقة التي لا تنتهي   
لكن فجأة نطق الرجل بهدوء   
لم أقل أنني لن آكله   
كانت تلك الكلمات بمثابة الشعار الذي حملته رولا بين قلبها وعقلها بينما ظلت تكتنفها مشاعر متضاربة لا تستطيع إخراجها ولا تجيد التعامل معها فبقيت صامتة تقاوم موجات من الهمسات الداخلية 
الفصل 80
أشرقت ابتسامة خفيفة على وجه بلال تلك الابتسامة التي حملت في طياتها شعورا غريبا من الارتياح والاطمئنان فها هو ذا يتشجع متأثرا بقبول لؤي لمبادرة أحمد فحاول هو الآخر أن يخطو الخطوة نفسها تقدم بخطوة حاسمة ثم وضع حبات البطاطس المشوية على طبق الرجل وأخذ يحدق فيها بعينين ثابتتين وكأن الزمن قد تجمد عند تلك اللحظة منتظرا رد الفعل 
لم تكن لفتة بلال العفوية قد مرت على لؤي مرور الكرام فقد أدهشته بل ربما أربكته فهو كان يعتقد أن تلك الحركة ستزيد الأمور تعقيدا لكنها بدت له أكثر سلاسة مما توقع ابتسم لؤي ابتسامة تحمل بين ثناياها شكرا عميقا ثم استعاد توازنه وقال بصوت هادئ شكرا لك تناول المزيد من البطاطس بنفسك كانت كلماته تتناغم مع تلك اللمسة الطيبة التي تبادلها الصبي مع والدته فيما كان ينتظر جوابا عميقا أشبه بالإقرار من الآخر 
وبينما هو يوجه كلامه كان لؤي يتجنب بعض الخضروات التي سبق أن أشار الصبي إلى أنه لا يحبها كان يبتعد عنها عمدا في حركة لا تخلو من مراعاة لطيفه تجاهه وكأنه يراعي صغائر الأمور التي قد تثير الضيق 
اتسعت عينا بلال في دهشة غامرة وتابع بابتسامة واسعة شكرا لك سيد فواز سأفعل كان في عينيه بريق

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات