رواية من كاره إلى عاشق (عندما يندم العاشق) رولا الجابر (من الفصل الثامن والسبعون حتى الفصل الثمانون)
بين لؤي وبلال تلك اللحظة التي كان فيها لؤي يقف بوجه أمه ويحمل في عينيه نظرة باردة تثير الحيرة
لماذا تخلى عن أمي تساءل لؤي في نفسه ماذا كانت تلك النظرة لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أنه بما أن لؤي قد تخلى عن أمه فلا بد أن هناك عقاپا ينتظره كانت تلك قطعة من الكرفس بالنسبة له مجرد بداية لما هو آت
رفع لؤي حاجبيه مستغربا لسبب غير واضح شعر أن هناك تحديا في نظرة أحمد تحد غريب لا يستطيع فك شفراته لكنه لم يعر الموضوع اهتماما فكل شيء يبدو بالنسبة له عاديا
ابتسم لؤي ابتسامة باهتة وأجاب
لا
ثم بلا مبالاة وضع الكرفس في فمه
من زاوية بعيدة كان أحمد يراقب حركاته بعناية لكنه لم ير نظرة الاشمئزاز التي ارتسمت على وجه لؤي وهو يبتلع الكرفس بمرارة
في تلك اللحظة كأنما عادت الذكريات لتزحف إلى ذهن رولا لتأخذها إلى الأيام التي سبقت ست سنوات تلك اللحظات التي كانت تحمل في طياتها الكثير من الخفايا
فأعادت عينيها إلى الأرض محاولة إخفاء تلك الذكريات العتيقة التي لا تنتهي
لم أقل أنني لن آكله
كانت تلك الكلمات بمثابة الشعار الذي حملته رولا بين قلبها وعقلها بينما ظلت تكتنفها مشاعر متضاربة لا تستطيع إخراجها ولا تجيد التعامل معها فبقيت صامتة تقاوم موجات من الهمسات الداخلية
الفصل 80
أشرقت ابتسامة خفيفة على وجه بلال تلك الابتسامة التي حملت في طياتها شعورا غريبا من الارتياح والاطمئنان فها هو ذا يتشجع متأثرا بقبول لؤي لمبادرة أحمد فحاول هو الآخر أن يخطو الخطوة نفسها تقدم بخطوة حاسمة ثم وضع حبات البطاطس المشوية على طبق الرجل وأخذ يحدق فيها بعينين ثابتتين وكأن الزمن قد تجمد عند تلك اللحظة منتظرا رد الفعل
اتسعت عينا بلال في دهشة غامرة وتابع بابتسامة واسعة شكرا لك سيد فواز سأفعل كان في عينيه بريق