رواية سهم الهوى بقلم سعاد محمد سلامة حتى الفصل الثامن
الذي لفت نظرها هو ذلك الشاب الذي يقوم بالأعلان
همس قلبها بإسمه
جاسر
كان هو العارض الخاص بالأعلان يسير بالصحراء وهواء يحرك أطراف قميصه المفتوح يظهر صدره عاريا أخري تتوجه نحوه وهو بلا إهتمام وهي تهيم به وبعطره
شعور بالغيرة شعرت به حين رأت تلك العارضة تقترب منه ويمسك يدها ونظرات من يراها يظن أنهما مغرمان لا عارضان لإعلان لوهله تخيلت لو كانت هي مكان تلك العارضه كانت إحتضنته سرعان ما لامت ذلك وقالت
فكري بس فى مصلحتك
بينما جذب جاسر هاتفه وتبسم ربما على يقين بسبب ذلك الإتصال قام بالرد بهدوء وهو يسمع الآخر
مساء الخير يا جاسر
أنا خليل فياض
كنت صديق شخصي لوالد تاج وإتقابلنا قبل كده
أيوه فاكر حضرتك سبق وإتعاملنا مع بعض خير
إبتسم خليل قائلا!
كويس إنك لسه فاكرني ده هيسهل عليا أدخل فى الموضوع مباشرة
أجابها جاسر
أنا بحب الطرق المباشرة
تنهد خليل قائلا
لو تحب نتقابل مباشرة نتكلم فى الموضوع اللة عندي
أجابه جاسر
أكيد طبعا يشرفني نتقابل بس أحب أخد فكرة أو موجز عن الموضوع اللى عاوزني فيه
الموضوع صدق
تخمينه حين أخبره
بخصوص مزرعة آل مدينفى مشتري هيدفع المبلغ اللى تطلبه
بسؤال يعلم إجابته
أقدر أعرف مين المشتري ده
أجابه خليل
المشتري تاج فريد مدين
ربما يسمع خليل صوت ضربات قلب جاسر
من مجرد ذكر إسمها سيطر على تلك الضربات قائلا
وحضرتك الوسيط بيني وبين
هستني تاج بكره الساعه حداشر الصبح فى مكتبي هبعتلك العنوان فى رسالة
لمعت عين خليل ببسمة ظفر قائلا
تمام هبلغها
تنهد جاسر قائلا
تمام
أنهي خليل حديثه مع جاسر وأغلق الهاتف ألقى جاسر الهاتف فوق الفراش وعاد يسير نحو ذلك الشباك تبدلت النسمة الباردة بأخري حارة ټضرب جسده زفر نفسه يشعر بحرارة زائدة فى جسده إتخذ القرار وذهب نحو حمام الغرفه خلع ثيابه ونزل أسفل صنبور المياة رغم أن المياة باردة لكن مازالت حرارة جسده لم تهدأظل لوقت أسفل المياة ثم خرج يلف خصره بمنشفهمازال فكره مشغولا بحديث خليل معه ورغبة تاج في شراء نصف المزرعة الذي إشتراهتهكم بداخله هل تظن أنه إشتراه ليبيعه مره أخريشرد بعقله هو إنتظر كثيرا وجازف بالرهان على حياته ذات مره
إعلان البرفان نزلوعليه نسبة مشاهدة عاليه جدا شوفت الكومنتات كمان بيسألوا عن موديل الإعلان لاء وكومنتات غزل فيك ولا كآن الموزة الموديل كانت معاه رغم إنها عارضة ازياء مشهورةبس التركيز كله ع
تبدل عبوسه الى بسمه قائلا
آخر إعلان قررت الإعتزال خلاص مليت من الشغلانه الممله دي هركز بقي على شغلي الدايم
تبسم الآخر قائلا
أنا دلوقتي حالا لسه جايلي عرض إعلان سيارات ماركة شهيرة إيه رأيك
أجابه
قولتلك مليت من الشغلانه دي كفاية كده هركز عالأسهم اللى إشترتها من شركة تاج وكمان المزرعة إنت عارف هوايتي الأولى هي الفروسية
هرجع لها من تاني هي سبب حظي فى المال
أجابه الآخر
تمام هعلق العميل مش هرفض هسيبك يمكن تفكر كمان أهو فرصه نضعط يمكن نزود قيمة الإعلان بالإسترليني
تنهد بنهي
مالوش لازمه قولت خلاص المرحلة دي إنتهت وأنا ببدأ مرحلة جديدة ل جاسر الهواري
رجل الأعمال
أغلق الهاتف وضعه جانبه وتمدد على الفراش يحاول إستقطاب النوملكن لا فائدة
سرعان ما قامت بالرد على هاتفها وتسرعت بالسؤال
جاسر وافق على بيع نصيبه فى المزرعة
أجابها خليل
أنا عرضت عليه وهو سألني عن صاحب العرص وقولت له تاج
قاطعته بتسرع وآسف
وأكيد رفضمكنش لازم تقوله إن أنا المشتري
تبسم خليل قائلا
بالعكس هو مرفضش كمان مقبلش
إستغربت تاج بعدم فهم
مش فاهمه
ضحك خليل قائلا
هو حدد ميعاد ليك معاه بكره فى مكتبه وبعتلى عنوانه فى رساله هحولها لك و الميعاد الساعه حداشر الصبح
إستغربت تاج ذلك وسألته
وإنت بتكلمه مقدرتش تستشف إن كان ممكن يوافق يبيع بسهولة ولا لاء
حدس خليل على يقين أن جاسر لا ينوي بيع نصف المزرعه لكن ربما لو إلتقي وجها لوجه مع تاج قد يكون له تأثير عليهأو عليهم اتنهد قائلا
لاء مقدرتش إستشف منه حاجهومش هتخسري حاجهروحي قابليه وإعرضي عليهوشوفي قراره
توترت تاج قائله
تمام متشكره يا عمو تعبتك
إبتسم بأمل قائلا
تصبح على خير
أغلقت الهاتف ووضعته جوارها عادت تعمل على حاسوبها لكن لم تستطيع التركيز فكرها شارد بلقاء الغد
ليلة إنتهت وهما الإثتين ساهدان النوم كل منهم يفكر بلقاء الآخر بعد تلك السنوات
صباح
وقفت أمام المرأة تنظر الى ثوبها الأسود الأنيق القصير الذى يصل الى ما مقدمة ساقيهارغم الضيق بعض الشئ ذو فتحة جانبيه تصل الى بداية ركبتها كذالك بأكمام
شفافه نظرت الى ظهرها كان الثوب يغطي الظهر بالكامل كذالك من الامام كان محتشما بالنسبة لها
تشعر بتوتر وإرتباك كذالك ترقب لنتيجة لقائها به
بينما جاسر هو الآخر تأنق ببنطال أسود من الچينز فوقه قميص رمادي ومعطف بذه مضاهي لهتذكر زجاجة ذلك العطر القديمة ذهب نحو إحد ضلف الدولابفتحها وجذب تلك القنينةقام بالنثر من محتواها على ثيابه تذكر أن تلك الزجاجة كانت هدية من تاج له رأي ذلك الوشاح الحريري ذو اللون الأخضر الامع جذبه وقربه من أنفه يستنشق كآن مازالت رائحتها تسكن به تنهد وهو ينظر الى طرف الوشاح كان مطرز بإسمها ذلك الوشاح مازال يحمل أثر دماؤه يوم أصيب بالخطأ وڼزف كم كانت رقيقة وقتها سالت دموعها عليه لكن ماذا تبدل حبيبتي لماذا إنقشع الضياء وسرنا بالعتمة بعيدا عن بعض لماذا خذلتيني لماذا لم تأتي وتركتيني أنتظر وحدي
أعاد وضع الوشاح جوار قنينة العطر وأغلق الدولاب ونظر نظرة أخيرة على هندامه ثم غادر بمشاعر متضاربة بين الخذلان وبداية إستراد مروض الخيول مكانته الحقيقية
بعد وقت
بالسيارة كانت تشعر بالتوتر لأول مرةرغم خبرتها بتلك اللقاءات وبراعتها فى المفاوضات لكن مع جاسر لا شئ معلومحاولت السيطرة على ذلك التوتر قدر إستطاعتها حين توقفت بسيارتها أمام ذلك العنوان ترجلت من سيارتها
تعبئ صدرها بالهواء تسيطر على تلك المشاعر الضعيفة إستقامت بصدرها وسارت بكبرياء
بينما جاسر يقف خلف ذاك الحائط الزجاجي لمكتبه لمعت عيناه بظفر حين رأي تلك التى تترجل من سيارتها تسير بخيلاء كعادتها مهرته الصغيرة كبرت ومازالت تمتلك وهج خاص بها شموخ كبرياءغرور بربريه سابقا كان هو من يستمتع ببربريتها بل هو من أنشأ تلك البربرية لكن لام نفسه هل مازال عشقها يسري بقلبك أفق لقد خذلتك لمرتين لا تنخدع بمكرها
تنهد وذهب يجلس خلف مكتبه يترقب اللقاء معها مباشرة بعد أربع سنوات
للحكاية بقية يتبع
﷽
سهم_الهوى _امرأةالجاسر
السهم الثالث
سعادمحمدسلامه
بعد مرور أكثر من أسبوع
صباح
على صوت زقزقات العصافير
فتح جاسر عينيه يتمطئ بيديه ثم نهض من فوق الفراش يمارس بعض التمارين الرياضيه ثم فتح شباك غرفته نظر الى تلك العصافير التى تتناغم زقزقتها مع بعضها كآنها تخاطب بعضها لكن سرعان ما هربت تلك العصافير من فوق الشجرو حين حط غرابين أسودين ينعقان على أحد الفروع كآنهم هربوا من نشار الصوت لكن جاسر تبسم ولم يبالي ترك النظر الى الشباك سرعان ما توجهت عيناه نحو ذلك القصر القريب الذي أصبح يمتلك نصفه ليس نصفه فقط بل نصف تلك المزرعة
تبسم وهو يعود بذاكرته قبل أيام
لقاؤه ب تاج
بالعودة
بالخارج بغرفة مديرة مكتبه توقفت تاج تخلع نظارتها الشمسيه وتحدثت بشموخ
مساء الخير أنا تاج فريد مدينفي ميعاد سابق بيني وبين...
توقفت للحظة كي تستنشق الهواء قائله
جاسر الهواري
نظرت لها مديرة المكتب وهى ترفع سماعة هاتف أرضي ثم قالت بهدوء
تمام هبلغ مستر جاسر.
بالمكتب نظر جاسر الى ذاك الهاتف الأرضي ينتظر أن يصدح صوته كي تخبره مديرة مكتبه... لحظة وإثنين وصدح الهاتف تنفس بعمق وهو يلتقط سماعة الهاتف وسمع إخبار المديرة له تحدث بهدوء
عشر دقايق ودخليها ومش عاوز أي إزعاج.
وضع سماعة الهاتف جذب هاتفه الخليوي وقام بإجراء إتصال
بينما بالخارج... وضعت مديرة المكتب سماعة الهاتف ونظرت لها قائله
مستر جاسر معاه مكالمه مهمه ممكن تنتظري عشر دقايق.
أومأت رأسها بموافقة تبسمت لها المديرة بذوق
إتفضلي إقعدي.
بأناقة جلست تضع ساق فوق أخري تنظر الى ساعة يدها المرصعه بقطع ألماس.
مر عشر دقائق وأكثر شعرت بالضجر لديها ظن كبير أنه يتعمد فعل ذلك معها لكن ليست هي من تنتظرنهضت واقفة تقول
العشر دقايق خلصوا.
لم تنتظر ذهبت مباشرة نحو غرفة مكتبه طرقت مرتين ثم فتحت الباب لم تنتظر دلفت وخلفها المديرة كان يعطي ظهره نحو الباب لكن إستدار برأسه ورأيهن كادت تتفوة المديرة لكن أشار لها فصمتت وغادرت تغلق الباب خلفها بينما هو عاود الحديث عبر الهاتف غير آبها رغم أن الاتصال غير هام وحديثه مازح مع الآخر لكن تعمد ذلك
رغم أن حديثه بلغة أجنبية لكن هي تجيد تلك اللغة وهو يعلم ذلك لاحظت أنه يتحدث لإمرأة شعرت ببعض الغيرة لكن أخفت ذلك وتنحنحت أكثر من مره دليل على ضجرها من تجاهله...
تبسم بخفيه وبمزاجه أنهي الإتصال وأغلق الهاتف وضعه على المكتب يقترب من مكان وقوفها مصافحا
بعتذر بس المكالمه كانت مهمه خلاص فضيت ليك.
نظرت ليده الممددة لحظه قبل أن تضع يدها بقبضة يده التى ضمت يدها ليسير بجسد الإثنين شعور قديم ظنوا أنه قد إنتسي...
لم تدوم المصافحه كثيرا حين نزع يده وأشار بها لها قائلا
أعتقد عندي خلفيه عن الموضوع المهم اللى إتصلت عليا السيد خليل بسببه خلينا نقعد مش هينفع نتكلم وإحنا واقفين.
وافقت جلست على أحد المقاعد بخيلاء تضع ساق فوق أخري إبتسم جاسر وجلس على مقعد بالمقابل لها يتأمل ملامحها الخلابة التى سلبت عقل ذاك الصبي بملامحها وعينيها. المتمردة... لحظات قبل أن تقطع هي الصمت قائله
تعرف يا جاسر انا أستغربت لما عرفت إن إنت اللى إشتريت نص المزرعه.
إبتسم وهو يفعل مثلها يضع ساق فوق أخري سائلا
وإستغربتي ليه أه يمكن عشان تمن المزرعة غالي على إبن السايس اللى كان شغال فى المزرعة.
تبسمت له قائله
لاء مش ده السبب لأنى عارفه إن شغل المودلينج ربحه عالى جدا سبق وإتعرض عليا بس بابا رفض وكنت صغيرة إستغربت أنك تعلن إنك إنت اللى إشتريت نص المزرعه التاني كان ممكن تبقى غامض.
ضحك
قائلا
فعلا شغل المودلينج ربحه عالي بس زهوته مجرد وقت وبينتهي عشان كده إستثمرت
فى مشاريع تانيه والحمد لله وبعدين ليه أبقي غامض الكلام ده فى الأفلام والروايات القديمه البطله تكتشف إن شريكها يبقى....
توقف ينظر لها وهي كذالك تنتظر
بترقب...
خاب ظنها حين قال
يبقى السايس اللى كان بيشتغل فى المزرعة... قبل ما يسيبها مطرود.
لمعت عينيها تفهم تلميحه لكن