الجمعة 27 ديسمبر 2024

عندما يندم العاشق الفصل العشرون والفصل الواحد والعشرون

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

الاعتبار 
ضيق لؤي عينيه أفهم سأصعد إلى الطابق العلوي وألقي نظرة عليها 
وبعد أن قال ذلك سارع بخطواته نحو غرفة أسيل قبل أن يطرق الباب 
بعد قليل فتحت له أسيل الباب ولم يكن لديها الكثير من رد الفعل بعد أن أدركت أن لؤي قد عاد إلى المنزل بعد فتح الباب استدارت
وعادت إلى حيث كانت 
تبعها لؤي ثم رأى الفتاة تعود إلى طاولتها وتستأنف رسمها 
لم يزعجها لأنه لاحظ مدى تركيزها بعد فترة من الانتظار عندما رآها تضع قلمها 
قال قالت كاتالينا أنك مصاپة دعيني ألقي نظرة على معصمك 
البارت الواحد والعشرون عندما يندم العاشق
مدت أسيل يدها الصغيرة المصاپة إلى لؤي ببطء تتردد وكأنها تسلم له جزءا من ألمها 
عندما رأى الچرح تغيرت ملامحه إلى قلق ممزوج بالڠضب وسأل بصوت حازم لكنه دافئ 
ما الذي حدث هل ضايقك أحد الأطفال 
تجمدت أسيل للحظة وعيناها تائهتان ثم هزت رأسها پعنف وكأنها تطرد هذا الاحتمال من ذهنها 
إذن ماذا حدث سأل لؤي بنبرة هادئة وهو ينحني قليلا ليكون في مستوى نظرها 
بيدين مرتجفتين التقطت أسيل قلمها وكتبت ببطء على دفترها treeped 
ثم رفعت رأسها نحوه وعلامات التردد تعلو ملامحها 
كان من الواضح أنها لم تكن متأكدة مما كتبته أسيل كانت دائما تجد صعوبة في التعبير عن نفسها بالكلمات فتتجنبها أو تكتفي بالإشارات 
قرأ لؤي الكلمة بصوت منخفض ثم رفع حاجبيه قليلا 
هل تعثرت 
أومأت أسيل برأسها ووجهها لا يزال متوترا 
تنهد لؤي بخفة ولمس بلطف مكان الچرح هل عالج معلمك يدك 
أومأت مرة أخرى 
نظر لؤي إلى يدها الصغيرة بحنو وأكمل بصوت مليء بالدفء 
سيحتاج هذا الچرح بعض الأيام ليشفى لكن لا تقلقي سأهتم به 
لم تعارض أسيل وبدت كأنها تستمد الطمأنينة من كلماته 
بسرعة حملها لؤي بين ذراعيه بخفة وكأنها أغلى ما يملك ثم بدأ في النزول على الدرج 
في غرفة المعيشة جلس على الأريكة ووضعها بحذر على حجره كاتالينا أحضري حقيبة الإسعافات الأولية 
غادرت كاتالينا الغرفة مسرعة وعادت بعد لحظات تحمل الحقيبة 
فتح لؤي الحقيبة بهدوء وأخرج بخاخا مطهرا رش الچرح بلطف ثم دلك حوله بحركات دقيقة محاولا تخفيف الألم 
تأوهت أسيل بصوت خاڤت لكن شفتيها بقيتا مطبقتين نظرتها كانت مزيجا من الألم والإصرار 
كان لؤي يراقبها بحذر يتأكد من ملامحها كل بضع ثوان شعر بغصة وهو يرى تلك النظرة التي لم تكن فقط لطفلة صغيرة بل لامرأة تحمل قوتها رغم
ضعفها 
هل يؤلمك سأل بصوت منخفض 
هزت رأسها ببطء رغم أن وجهها كان يقول العكس 
بينما كان لؤي ينتهي من العناية بيدها التقت عيناها بعينيه لاحظت شفتاه المجروحتين فتبدلت ملامحها إلى استغراب واضح 
لا تقلقي قال لؤي بابتسامة صغيرة تخفي ألما داخليا مجرد قطة برية 
رفعت حاجبيها بتعجب وكتبت على الورقة أمامها قطة من أين 
عبست ملامحه قليلا من الخارج لا داعي للقلق 
كان صوته يحمل حدة خفية وكأن الحديث أكثر من ذلك قد يكشف عن
شيء يثقل قلبه 
لاحظ حيرتها فوضع يده على كتفها بحنان 
دعينا نترك هذا الأمر الآن حان وقت النوم 
حملها مجددا وكأن حملها يخفف من ثقله واتجه بها نحو غرفتها بخطوات واثقة ولكن مثقلة بمشاعر يصعب التعبير عنها 
كانت أسيل لا تزال تشعر بالفضول تجاه الأمر لكنها قررت ألا تناقش كلمات والدها أكثر وبهدوء سمحت له بحملها 
الطابق العلوي 
عندما عادت رولا إلى المنزل كان الطفلان لا يزالان مستيقظين يشاهدان التلفاز بينما كانت مايا تجلس بجوارهما 
فور دخولها نظر الطفلان بعيدا عن الشاشة وركضا نحوها بحماس 
ماما 
ابتسمت رولا وربتت على رأسيهما بحنان 
لكن أحمد وهو يشم رائحة الكحول منها عبس وقال 
شربت سأحضر لك علاجا لصداع ما بعد الكحول بهذه الطريقة لن يؤلمك رأسك صباح الغد 
ثم استدار متجها نحو المطبخ دون انتظار رد 
أما بلال فقادها بلطف إلى الأريكة وأجلسها قبل أن يجلس في حضنها ويبدأ في تدليك صدغيها بأدب قائلا 
سأدلك رأسك حتى تتحسن حالتك 
مايا التي كانت تراقب المشهد شعرت بغيرة طفيفة من عقلانية الطفلين رغم صغر سنهما وقالت ممازحة 
لماذا أبنائي الروحيون لطيفون بهذا الشكل 
ابتسمت رولا ونظرت إليها بتسلية 
إذا كنت تحبينهم لهذا الحد أنجبي أطفالا مثلهما 
هزت مايا رأسها بسرعة وقالت ضاحكة 
لا شكرا قد لا يكون طفلي عقلانيا مثل أحمد وبلال أفضل فقط سړقة طفليك 
ضحك بلال واستمر في تدليك صدغي والدته بينما قال بنبرة مرحة 
خالتي مايا لا داعي لسرقتنا إذا كنت في حالة سكر سنعتني بك أنا واحمد بنفس الطريقة 
كلمات بلال جعلت مايا ترغب في معانقته وتقبيله لكنها فضلت أن تكتفي بالقول 
أنتما الأفضل أحبكما حتى المۏت 
ضحكت رولا من تعليقها المبالغ فيه وتناولت مزيج علاج الصداع الذي أحضره لها احمد وشربته ببطء 
بعد ذلك عندما كان الوقت متأخرا وقفت وقالت لهما بحب 
حسنا أنا بخير الآن اذهبا للنوم في الطابق العلوي 
قبلت جبين كل منهما وأومأ الصبيان برأسيهما قبل أن يتمنيا لمايا ليلة سعيدة ويصعدا إلى غرفتهما

انت في الصفحة 2 من صفحتين