عندما يندم العاشق الفصل العشرون والفصل الواحد والعشرون
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الاعتبار
ضيق لؤي عينيه أفهم سأصعد إلى الطابق العلوي وألقي نظرة عليها
وبعد أن قال ذلك سارع بخطواته نحو غرفة أسيل قبل أن يطرق الباب
بعد قليل فتحت له أسيل الباب ولم يكن لديها الكثير من رد الفعل بعد أن أدركت أن لؤي قد عاد إلى المنزل بعد فتح الباب استدارت
وعادت إلى حيث كانت
تبعها لؤي ثم رأى الفتاة تعود إلى طاولتها وتستأنف رسمها
قال قالت كاتالينا أنك مصاپة دعيني ألقي نظرة على معصمك
البارت الواحد والعشرون عندما يندم العاشق
مدت أسيل يدها الصغيرة المصاپة إلى لؤي ببطء تتردد وكأنها تسلم له جزءا من ألمها
عندما رأى الچرح تغيرت ملامحه إلى قلق ممزوج بالڠضب وسأل بصوت حازم لكنه دافئ
تجمدت أسيل للحظة وعيناها تائهتان ثم هزت رأسها پعنف وكأنها تطرد هذا الاحتمال من ذهنها
إذن ماذا حدث سأل لؤي بنبرة هادئة وهو ينحني قليلا ليكون في مستوى نظرها
بيدين مرتجفتين التقطت أسيل قلمها وكتبت ببطء على دفترها treeped
ثم رفعت رأسها نحوه وعلامات التردد تعلو ملامحها
قرأ لؤي الكلمة بصوت منخفض ثم رفع حاجبيه قليلا
هل تعثرت
أومأت أسيل برأسها ووجهها لا يزال متوترا
تنهد لؤي بخفة ولمس بلطف مكان الچرح هل عالج معلمك يدك
أومأت مرة أخرى
سيحتاج هذا الچرح بعض الأيام ليشفى لكن لا تقلقي سأهتم به
لم تعارض أسيل وبدت كأنها تستمد الطمأنينة من كلماته
بسرعة حملها لؤي بين ذراعيه بخفة وكأنها أغلى ما يملك ثم بدأ في النزول على الدرج
في غرفة المعيشة جلس على الأريكة ووضعها بحذر على حجره كاتالينا أحضري حقيبة الإسعافات الأولية
فتح لؤي الحقيبة بهدوء وأخرج بخاخا مطهرا رش الچرح بلطف ثم دلك حوله بحركات دقيقة محاولا تخفيف الألم
تأوهت أسيل بصوت خاڤت لكن شفتيها بقيتا مطبقتين نظرتها كانت مزيجا من الألم والإصرار
كان لؤي يراقبها بحذر يتأكد من ملامحها كل بضع ثوان شعر بغصة وهو يرى تلك النظرة التي لم تكن فقط لطفلة صغيرة بل لامرأة تحمل قوتها رغم
هل يؤلمك سأل بصوت منخفض
هزت رأسها ببطء رغم أن وجهها كان يقول العكس
بينما كان لؤي ينتهي من العناية بيدها التقت عيناها بعينيه لاحظت شفتاه المجروحتين فتبدلت ملامحها إلى استغراب واضح
لا تقلقي قال لؤي بابتسامة صغيرة تخفي ألما داخليا مجرد قطة برية
رفعت حاجبيها بتعجب وكتبت على الورقة أمامها قطة من أين
عبست ملامحه قليلا من الخارج لا داعي للقلق
كان صوته يحمل حدة خفية وكأن الحديث أكثر من ذلك قد يكشف عن
شيء يثقل قلبه
لاحظ حيرتها فوضع يده على كتفها بحنان
دعينا نترك هذا الأمر الآن حان وقت النوم
حملها مجددا وكأن حملها يخفف من ثقله واتجه بها نحو غرفتها بخطوات واثقة ولكن مثقلة بمشاعر يصعب التعبير عنها
كانت أسيل لا تزال تشعر بالفضول تجاه الأمر لكنها قررت ألا تناقش كلمات والدها أكثر وبهدوء سمحت له بحملها
الطابق العلوي
عندما عادت رولا إلى المنزل كان الطفلان لا يزالان مستيقظين يشاهدان التلفاز بينما كانت مايا تجلس بجوارهما
فور دخولها نظر الطفلان بعيدا عن الشاشة وركضا نحوها بحماس
ماما
ابتسمت رولا وربتت على رأسيهما بحنان
لكن أحمد وهو يشم رائحة الكحول منها عبس وقال
شربت سأحضر لك علاجا لصداع ما بعد الكحول بهذه الطريقة لن يؤلمك رأسك صباح الغد
ثم استدار متجها نحو المطبخ دون انتظار رد
أما بلال فقادها بلطف إلى الأريكة وأجلسها قبل أن يجلس في حضنها ويبدأ في تدليك صدغيها بأدب قائلا
سأدلك رأسك حتى تتحسن حالتك
مايا التي كانت تراقب المشهد شعرت بغيرة طفيفة من عقلانية الطفلين رغم صغر سنهما وقالت ممازحة
لماذا أبنائي الروحيون لطيفون بهذا الشكل
ابتسمت رولا ونظرت إليها بتسلية
إذا كنت تحبينهم لهذا الحد أنجبي أطفالا مثلهما
هزت مايا رأسها بسرعة وقالت ضاحكة
لا شكرا قد لا يكون طفلي عقلانيا مثل أحمد وبلال أفضل فقط سړقة طفليك
ضحك بلال واستمر في تدليك صدغي والدته بينما قال بنبرة مرحة
خالتي مايا لا داعي لسرقتنا إذا كنت في حالة سكر سنعتني بك أنا واحمد بنفس الطريقة
كلمات بلال جعلت مايا ترغب في معانقته وتقبيله لكنها فضلت أن تكتفي بالقول
أنتما الأفضل أحبكما حتى المۏت
ضحكت رولا من تعليقها المبالغ فيه وتناولت مزيج علاج الصداع الذي أحضره لها احمد وشربته ببطء
بعد ذلك عندما كان الوقت متأخرا وقفت وقالت لهما بحب
حسنا أنا بخير الآن اذهبا للنوم في الطابق العلوي
قبلت جبين كل منهما وأومأ الصبيان برأسيهما قبل أن يتمنيا لمايا ليلة سعيدة ويصعدا إلى غرفتهما