عندما يندم العاشق الفصل الواحد والخمسون
انت في الصفحة 2 من صفحتين
من منزلها والأغرب من ذلك لماذا تأتي دائما إلى منزلهم
في تلك الأثناء كان لؤي في مكتبه بمقر مجموعة فواز مشغولا بالعمل عندما رن هاتفه فجأة
في اللحظة التي أجاب فيها جاء صوت الخادم عبر الهاتف وهو يلهث سيدي فواز السيدة أسيل مفقودة مرة أخرى
توقفت يدا لؤي فجأة وقال سأعود الآن
أغلق الهاتف ثم انطلق بسيارته عائدا إلى منزل فواز
في غرفة المعيشة كان جميع أفراد الطاقم واقفين في حالة من التوتر بدا ڠضب لؤي وكأنه شعلة حاړقة ولم يجرؤ أحد منهم على رفع رأسه
عبس لؤي بانزعاج وسأل ماذا عن كاميرات المراقبة
ازدادت ملامح وجه لؤي قتامة وخيم صمت ثقيل على غرفة المعيشة
كيف يمكن أن نفقد السيدة أسيل مرتين خلال فترة قصيرة كهذه
تساءل أحد الخدم في نفسه بقلق إذا حدث لها أي مكروه فلن يرحمنا السيد فواز!
استجاب الحراس بسرعة وخرجوا مسرعين من القصر دون أن يلتفتوا إلى الوراء
في مكان آخر كانت رولا تنظر بضيق إلى الفتاة الصغيرة التي وقفت أمامها
لقد تأخر الوقت بالفعل كان من المفترض أن تأخذ الأولاد إلى معهد الأبحاث لكن ظهور أسيل المفاجئ أربك خططها تماما والأسوأ من ذلك أن أسيل قد استقلت سيارة أجرة بنفسها لتصل إلى هنا مما جعل الأمر أكثر تعقيدا
تنهدت رولا باستسلام بعد لحظة صمت ثم فتحت الباب قائلة تفضلي بالدخول
لمعت عينا أسيل بحماس وهزت رأسها قبل أن تتبع رولا إلى الداخل
هل تناولت الإفطار سألت رولا بنبرة هادئة
جلست أسيل على الأريكة وأومأت برأسها مؤيدة
بعد أن جلس الأولاد بجوارها نظرت رولا إلى أسيل وسألت بتردد هل أتيت إلى هنا للعب مع أحمد وبلال أم أنك هربت من المنزل مجددا هل يعلم والدك أنك هنا
أمالت أسيل رأسها قليلا وبدأت تكتب على دفتر ملاحظاتها
كان أحمد وبلال يراقبانها بوجوه متجهمة قال أحمد
بحدة هل تعلمين أن ركوب سيارة أجرة وحدك خطړ ألم يعلمنا المعلم ألا نغادر المنزل دون إشراف
رفعت أسيل دفتر ملاحظاتها بعد أن انتهت من الكتابة كانت الجملة المكتوبة واضحة أريد مقابلة السيدة الجابر وأحمد وبلال
نظرت رولا إلى الجملة وعبست قائلة هل هربت من المنزل بسببنا
أومأت أسيل برأسها بثبات ثم بدأت في الكتابة مرة أخرى كتبت كلمة واحدة فقط أحب
كانت رولا في حيرة من أمرها أحب ماذا تقصدين
خمن أحمد هل تقصدين أنك تحبيننا
هزت أسيل رأسها بالموافقة
أثرت كلمات أسيل الصادقة في قلب رولا فكرت هذه الفتاة الصغيرة لطيفة للغاية رغم أنها ابنة لؤي من امرأة أخرى إلا أنني لا أستطيع أن أكرهها لقد أثبتت خلال الأيام القليلة الماضية أنها طفلة مطيعة ورقيقة ولكن تصرفها اليوم خطېر للغاية
قالت رولا بلطف شكرا لك على محبتك لنا لكن ما فعلته خطأ لا يجوز لطفل أن يهرب من المنزل لا بد أن والدك قلق للغاية هل يمكنني إخباره أنك هنا
فكرت رولا للحظة ثم أضافت رغم أنني لا أريد أي تواصل مع لؤي إلا أن طفله هنا من المؤكد أنه قلق عليها بشدة
نظرت أسيل إلى الأسفل للحظات محاولة إخفاء شعورها بعدم الرغبة
فكرت أبي صارم للغاية السيدة الجابر وأحمد وبلال يعاملونني بلطف لكن أبي يمنعني من التحدث معهم ماذا أفعل صوت السيدة الجابر جميل جدا
بعد ثوان قليلة من التفكير أومأت أسيل برأسها موافقة مطيعة كما هو الحال دائما