(عندما يندم العاشق) (من كارهٍ إلى عاشق) رولا الجابر ولؤي (الفصل 74_75)
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وهي تبكي. لاحظت كارما هذا التفاعل الطفيف فأشارت بلطف إلى لؤي لكي يواسيها.
تنهد لؤي بعمق لم يكن يتوقع أن تعتمد أسيل على التوأمين إلى هذا الحد. هل يمكن أن يكونوا متعلقين ببعضهم البعض لأنهم أشقاء من أم أخرى
قال لؤي بهدوء حسنا لن أجعلهم يغادرون روضة الأطفال.
عندها فقط رفعت أسيل نظرها إليه وكانت تبدو حزينة جدا. لم يترك موقف ابنته أمام لؤي خيارا سوى الاستسلام. أعدك. لن أطاردهم مرة أخرى.
وأخبرهم عن طردهم.
كانت تلك اللحظة مشحونة بالمشاعر والأحاسيس حيث لم يكن بالإمكان تجاهل الألم والانكسار الذي يملأ قلب أسيل ولكن كانت هناك أيضا بصيص من الأمل في وعود لؤي وتأكيده على دعمها.
رمشت أسيل بعينيها بينما خفت شهقاتها وما زالت غير مصدقة فضمت شفتيها بتوتر.
سمعت لؤي يتحدث مع معلمتها داخل سيارتها الخاصة وكان الصبيان غائبين عن الروضة ذلك اليوم. كيف يمكن أن يحدث مثل هذه المصادفة
أحس لؤي بشكها مما جعله يشعر بالعجز أكثر. قال لها بصوت هادئ ليس هناك حاجة لأن أكذب عليك. لم يذهبوا إلى المدرسة اليوم لأنهم كانوا في حالة سيئة. سترينهم غدا.
وقف لؤي في حيرة من أمره متسائلا كيف يمكنه إقناعها بالحقيقة. قال لها بصدق كيف يمكنني أن أجعلك تصدقينني
لم يتوقع أبدا أن يكون لأحمد وبلال هذه المكانة المهمة في قلب أسيل. كانا مهمين للغاية بالنسبة لها لدرجة أنها لم تستطع تصديق كلامه.
ترددت أسيل للحظة ثم وضعت كارما على الأرض والتقطت دفتر ملاحظات صغيرا من كومة الفوضى وبدأت تكتب شيئا وهي تبكي. كان خطها المتعرج يقول تأكيد!
فهم لؤي ما تعنيه. أرادت الذهاب إلى منزل رولا والتأكد من الأمر بنفسها. كان التفكير في ذلك يثقل عليه.
عندما رأت أسيل أن لؤي لم يرد ضمت شفتيها وأمسكت بدفتر ملاحظاتها بإحكام بين يديها بدت وكأنها على وشك الانفجار في البكاء مرة أخرى.
تجمدت أسيل على الفور وأومأت برأسها لتؤكد ما سمعته.
أومأ لؤي برأسه موافقا.
استدارت بسرعة وحزمت حقيبتها ثم حملتها على ظهرها وسارت نحوه وهي لا تزال تشهق من أثر البكاء الشديد.
شعر لؤي بالعجز عن الكلام حينما رأى التحول السريع في موقف أسيل. لم يكن أمامه خيار سوى إخراجها للبحث عن رولا.
ففتحت الباب على الفور.
اتسعت عيناها من الدهشة عندما رأت لؤي وأسيل عند الباب.
أسيل... لؤي هل أنتما هنا للعب مع أحمد وبلال كان هذا هو الاحتمال الوحيد الذي خطړ ببالها.
لؤي بطوله ونحافته كان يقف ممسكا بيد أسيل. كان يرتدي قميصا بأكمام مطوية قليلا وعلى وجهه ملامح الارتباك والتردد.
رفعت أسيل رأسها. رولا لم تستطع إلا أن تتساءل عما إذا كان النسيم هو السبب في احمرار عيني أسيل وأنفها إذ بدا ذلك مشهدا مثيرا للشفقة.
عندما رأت أسيل أن رولا قد رأتها اجتاح قلبها الحزن العميق الذي كانت تشعر به طوال الليل. ضمت يديها إلى شفتيها وكأنها تحاول كتم الدموع التي تتجمع في عينيها.
لاحظ لؤي التغيير في سلوك ابنته لكنه لم يعرف كيف يجيب على سؤال رولا.
ماذا علي أن أقول ڠضبت ابنتي لأنني طلبت من الروضة طرد أبنائك والآن تصر على معرفة السبب
لم يجد لؤي ضرورة لإثارة هذه الفكرة مرة أخرى فرفض الفكرة في نفسه.
في تلك اللحظة كان الجو عند الباب محرجا إلى حد كبير.
نظرت رولا إلى الثنائي أمامها اللذين لم يبد أنهما لديهما نية للتحدث. شعرت بالحيرة وخفضت رأسها لتنظر إلى أسيل. أسيل هل هناك شيء لقد تأخر الوقت بالفعل.
ضمت شفتيها وأومأت أسيل برأسها وتحررت من يد لؤي.
لم يكن أمام لؤي خيار سوى تركها وشأنها.
في اللحظة التالية تدفقت الدموع على خدي أسيل مرة أخرى واقتربت من رولا ومدت ذراعيها راغبة في عناق يخفف من حزنها.