رواية عشق لا يضاهى الفصل السادس (أسماء حميدة)
حياتها كان اليوم الذي ستودع فيه فاطمة أمها التي لم تنجبها بل واليوم الذي ستضع فيه أيضا نهاية لعلاقتها بظافر رسميا.
لكن الأقدار لعبت لعبتها القاسېة ذلك التاريخ الذي اختارته لإنهاء حياتها اختير أيضا ليكون بداية لكابوس جديد.
الخۏف من النسيان دفعها لتدوين تفاصيل تلك الأيام في دفتر ملاحظاتها وكأنها تحاول أن تحتفظ به في ذاكرتها خوفا من الضياع.
إنه الرابع عشر من شهر مايو... يوم كئيب لا دفء به وكأن السماء قد أرادت أن تفرغ ما في جعبتها من حزن متراكم إذ انهمرت الأمطار بغزارة بعد ثلاثة أيام من السكون الثقيل.
وقفت سيرين أمام المرآة تنظر إلى انعكاسها الذي بدا وكأنه صورة ضبابية من الماضي.
تذكرت يوم زفافها ب ظافر في مشهد معاد... نفس النظرة نفس الشحوب نفس الشعور... كانت اللحظة مشبعة بذكريات ټخنقها أكثر مما تعزيها.
زفرت سيرين أنفاسها الضائعة تتأمل بتيه المطر الذي ما زال يهطل غزيرا باردا... حملت مظلتها ونزلت بخطوات بطيئة وكأنها تخشى خطاها على الأرض أكثر من مواجهة المۏت نفسه.
تقدمت نحو قبر والدها ووضعت وردة بيضاء أمام شاهده الرخامي ووقفت للحظات صامتة كأنها تنتظر أن يبدأ هو بالكلام.
الرياح تعصف من حولها تختلط بصوت أنفاسها المتقطعة ونقر قطرات المطر على المظلة كان هو الصوت الوحيد الذي يكسر السكون.
أنا آسفة... قالت بصوت مبحوح وهي تشعر بالبرد يحف قلبها قبل جسدها.
لم أكن أرغب في المجيء إلى هنا لكنني لم أجد مكانا آخر