رواية سهم الهوى بقلم سعاد محمد سلامة حتى الفصل الثامن
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
﷽
السهم الأول
سهم الهوي إمرأة الجاسر
سعاد محمد سلامه
مدريد
اسبانيا
الثامنة مساء
أغلق قفل تلك الحقيبة الكبيرة ثم حركها بجانب بعيدا عن الفراش الذي تمدد عليه يضع رأسه فوق معصميه ينظر الى سقف الغرفه شرد قليلا يشعر بحنين رغم عدم غيابه كثيرا عن موطنه لكن يشعر بالإشتياق للعودة أربع سنوات قضاها فى التنقل بين عدة دول أجنبية ربما كان يعمل بعمل غير مرهق جسمانيا لكن ذلك النابض بداخله يشعر بالإرهاق أو ربما الإشتياق ساعات قليلة تفصله عن بداية مشوار آخر بحياته عودة لماذا للحنين الذي مازال يسكن قلبه فتح هاتفه ينظر الى صاحبة تلك الصورة كل تفصيلة بها مازالت تسكن برأسه
توقعت أن تكون مستعدا للمغادرة كنت أتمني أن تبقي هنا أكثر من ذلكلكن أعلم أنك تشتاق الى بلدك
تبسم جاسر وهو يربت على كتفه قائلا
سبتبقى أفضل شخص قابلته بحياتي مانويل
تعلمت منك أشياء كثيرة كذالك سأبقى ممتنا لك لما قدمته لى من مساعدة كبيرة
أنت من قدمت المعروف اولا جاسر لن انسى أن بفضلك عادت سمعة مانويل سيلڤا كأشهر مربي خيول بعد ان كانت إنتهت وعادت تجارتي تزدهر لولا فوزك بذلك السباق لكنت أعلنت إفلاسي أشكرك جاسر وتأكد دائما أن لديك منزل صديق مفتوح لك
إبتسم جاسر بألفه قائلا
أعلم ذلك أنت سبق وقدمت لى الكثير لا تعتقد إنى سانساك أيها الكهل سأعود لهنا مره أخري كزائر أستمتع بالسياحة فلقد إنشغلت بالعمل ونسيت أن أستمتع بالتنزه أعدك ان آتى كضيف
أعتقد انه ستعود مره أخري وستكون بصحبتك حبيبتك التى مازالت تتحكم بقلبك أيها الفارس عيش الحب ولا تدع أضغان الماضي تفسد قلبك الجسور
لمعت عينيه ببسمه قائلا
سأنتظر قدومك الى مصر كما سبق ووعدتني
إبتسم مانويل قائلا
بالتأكيد سأتي مع زوجتي لا تنسي أن تعزمنا بعرسك
أومأ جاسر قائلا
تنهد مانويل قائلا
لم يبقى سوا ساعتين وترحل من هناسأشتاق لك صديقيلا بل إبني الذي لم أنجبه كنت اتمني أن يرزقني الله بصبيا مثلكلكن شاء القدر أن أرزق بفتاتين ليتهن ما تزوجن قبل أن تأتي لهنا ما كنت أختارت لإحداهن زوج أفضل منكلكن للآسف قلبك ايضا مشغول بفتاة أخري أتمني لك كل السعادة وتفضل هذا هدية مني لك أو إعتبرها مكافأة نهاية العمل معا
لا داعي للرفض صديقي الجاسر المغامر سأتركك الآن لا أحب لحظات الوداع سنلتقى مرة أخري وأنت أسعد وستنسي تلك الأيام الذي عشتها بائسا
غادر مانويل جلس جاسر على أحد المقاعد يتنهد بمشاعر مختلطة تراكمت فى قلبه لكن هنالك شعورا واحد يضغي عليه هو شعور حان وقت
ب مصر بالجيزة
منزل كبير يتوسط مزرعة كبيرة
كانت بغرفتها تقوم بالعمل على حاسوبها الخاص حتى فتح باب الغرفه رفعت رأسها عن الحاسوب ونظرت نحو الباب تبسمت بمرح حين سمعت
هاي تاج
أومأت له ثم لاحظت إرتدائها لزي خروج فسائلتها بإستفسار
خارجه رايحه فين دلوقتي يا فيري
أجابتها بمرح وهي تتفتعل بعض الحركات الراقصه
رايحه الديسكو
عيد ميلاد واحد من شلة النادي صحيح واد غلس بس انا
حاسه بملل هروح أرفه عن نفسي شوية ما تجي معايا
خلعت نظارتها الطبية قائله
والله أنا فعلا محتاجه أرفه عن نفسي بس للأسف إنت عارفة إنى بفكر أنشأ أوتيل فخم وهعمل إعلان عن مناقصة وأختار شركة مناسبة تبقي مسؤولة عن الإنشاءاتبظبط الشروط روحي إنت وإنبسطي
توقفت للحظة ثم غمزت بعينها بمرح قائله
بس حاذري من الواد ده ليتحرش بيك
ضحكت فريال قائله
لاء مټخافيش لو فكر هكا ولا
هكا معايا
Self defense
صاعق دفاع
ضحكت تاج قائله
Have a nice time
وقت رائع
إبتسمت فريال قائله
يلا مش هعطلك أروح أتنطط شويه فى الديسكو بقالي فترة مخرجتش
ليلة سعيدة Good night
غادرت فريال بينما ظلت تاج
تقوم بتقويم الشروط التى تودها شعرت ببوادر صداع كذالك نعاس ازاحت الحاسوب جانبا على الفراش ونهضت تتمطئ بيديها قائله
هنزل أفك رجليا شويه وأطلب من الشغاله قهوة أخد وقت مستقطع
بالفعل هبطت للأسفل وقبل أن تطلب من الخادمة صنع القهوة كان هنالك خادمة أخري ترحب بتلك الضيفة التى آتت بوقت غير مناسبزفرت تاج نفسها بضجر وهمست قائله
يا قاعدين يكفيكوا شړ الجايين
بينما إقتربت الأخري قائله بنفاق
تاج حبيبتي من زمان مشوفتكيش كان قلبي حاسس إنى هشوفه الليلة
تأففت تاج وهي تحتضن تلك الآفاقه المنافقة كما تنعتها داىمالكن حاولت التحدث بإحترام
أهلا يا عمتوا سماح البيت نور
إبتسمت برياء قائله
حبيبتي أومال جنات فين أنا عارفه إنها مش بتنام بدري
أجابتها تلك التى أصبحت خلفهم
لاء لسه منمتش يا سماح نورتي
ببسمة رياء تفوهت سماح
هنفضل واقفين كده أنا خلاص كبرت ورجليا مبقتش تتحمل
أجابتها جنات
لساك شباب يا سماح خلينا نقعد فى الصالون
تبسمت سماح وتمسكت بيد تاج قائله
تعالى أقعدي معانا من زمان مقعدتيش مع عمتك إنت حبيبتي أغلى واحده فى عيال فريد أخويا ربنا يرحمه
تهكمت تاج بين نفسها بسخريه لكن طاوعتها وسارت معها الا أن جلسن جوار بعضهن فوق آريكة بغرفة المعيشه جلسن كانت تتحدث بإقتضاب شبه صامته حتى لم تنتبه الى احاديث سماح المتشعبة الى أن عن قصد منها قالت وهي تنظر الى وجه تاج بترقب
من يومين كنت قابلت والدة جاسر صدفة وقالتلى إنه راجع مصر بعد يومين الست جالها هوس فى دماغها مفكره نفسها من مستوايا قولت لها ينزل ولا لاء هو حر ده كان مجرد سايس فى مزرعة أخويا لمحت لى إنه بقى مستوى تاني وبتفكر تجوزه قولت لها وإنت مفكراني خاطبة ولا عندي بنات أساسا كنت عاوزه أقولها الفلوس مش بتمحي أصل البنى آدمين بس قولت بلاش أنزل من مستوايا واقف معاها كتير معتوهه مفكره إن الفلوس هتعلى من مقام إبنها مهما كان فى النهاية كان سايس يحمي الخيول و
قاطعتها تاج وهي تنهض بتعسف
جاسر مكنش سايس يا عمتي ده كان مروض خيول ويرجع أو لاء هو حر ده شآن خاص بيه هو أنا عندي شغل مهم لازم يخلص هسيبك مع مامي تتسايروا براحتكم تصبحوا على خير
غادرت تاج بينما لمعت عين سماح بظفر فلقد أصابت هدفها بينما إبتئس قلب جناتف تاج مازال قلبها يئن من ندوب سهام الماضي
بينما دخلت تاج الى غرفتها القت بجسدها فوق الفراش تنظر للا شئ ثم اغمضت عينيها شرد عقلها وجمله واحدة تتردد
بلاش تستسلمي تعالي معايا خلينا نهرب من هنا
فتحت عينيها ودمعه متحجرة بين أهدابها تأبي الهطول من جفنيها تشعر بآسف فلقد كان الخذلان منها خذلان دفعت ثمنه مرتين بزيجتين أسوء من بعضهما وبالنهاية المكسب الوحيد أنها مازالت عذ راء الجسد
زفرت نفسها بجمود وإستدارت تنظر لإقترابه هكذا منها عادت للخلف خطوة لتتأكد من شكوكها فعاود يقترب عليها لم تنتظر كثيرا حين ونظرت له ثم لم تفكر كانت صڤعة قويه تدوي صداها فى المكان بسبب توقف صوت الموسيقى فجأة
وضع يده مكان الصڤعة مذهولا وقبل أن يتحدث بعصبية سبقته هي
وقح قليل الادب
وصڤعة أخري لكن ذلك الوضيع لا يمتلك أخلاق وكاد يصفعها
لكن
قبل أن تصل يده لها شعر بالم يسحقها نظر الى ذلك الذى يقبض على يده بقوة إغتاظ وكاد يصفعه بالاخري لكن قبض على يده الأخري ونظر له بحنق وبرود قائلا
مش عيب تمد إيدك على واحدة بنت
تهكم ذلك الوضيع وضحك بإستهزاء وإستغباء قائلا
بعدين إنت مش عارف ماسك إيدين مين
كانت صڤعة أخري منها ردا وهي تقول
محترمة ڠصب عنك يا حقي إغتاظ بشده وحاول التخلص من قبضة يدي ذلك الآخر لكن إشتدت قبضة يديهفقامت فريال بصڤعة أكثر من مرهثم نظر له قائله
خليك ماسكه ثواني وراجعهعادت بعد لحظاتأخرت ذلك الصاعق وقامت بوضعه بصدر ذلك الوضيع فتشنج جسده فقام بفك قبضة يديه وتركه ليهوا جسده أسفل قدميها نظرت له بتعالي قائله بتشفي
عشان تفكر بعد كده قبل
أنهت قولها وقامت بركله بقدميها عدة ركلات ضحك الآخر ومد يده لها قائلا بمرح
الشو خلص يلا بينا
نظرت ليده الممدوة وتبسمت وضعت يدها بيده وغادروا ذلك وقف الإثنين بمرآب سرعان ما ضحك
وهو يمد يده للمصافحه أولا قائلا بتعريف
صهيب جنيد
صافحته مبتسمه تقول
فريال مدين
إبتسم لها قائلا
أعتقد لازم نمشي دلوقتي قبل اللى جوه ما يفوق والحرس بتوعه يستغبوا علينا
أومأت برأسها ضاحكةقائله
عندك حق هتصل على تاكسي
قبل أن تضع يدها بحقيبتها قال لها
معايا عربيه ومټخافيش أنا مش متحرش
ضحكت وهي تشير الى ذلك الصاعق قائله
متفكرش الصاعق شاحن عالآخر
ضحك وهو يسير نحو سيارته قائلا
وعلى إيه الطيب أحسن
إبتسمت وهي تصعد لجواره بالسيارة التى لم تكن ذات ماركة شهيرة لكن بحاله جيدة تجاذب الإثنين الحديث معا حول ذلك وما أصابه الى أن وصل بها أمام تلك المزرعة توقف بالسيارةترجلت ثم هو خلفها وإقترب منها تبسمت له قائله
متشكره جدا
إبتسم لها قائلا
العفووبعد كده بلاش سهر فى أماكن زي دي واضح إنك بنت ناس محترمين
إومأت له مبتسمه وضعت يدها بالحقيبة ثم أخرجه الاحظ ذلك فضحك مازح
انا واقف بعيد اهو
ضحكت وفهمت قصده ظنها ستخرج ذلك الصاعق لكن مدت يدها له بقطعة حلوى قائله
متخفش ده مش الصاعق ده بنبوني طعمه لذيذ أوي
إبتسم وأخذه منها قائلا
بنبوني مقبول وحمدالله عالسلامه
إبتسمت وهي تتوجه الى باب المزرعة دلفت وهي تنظر نحوه تشير له بيدها وهو كذالك الى أن دخلت وأغلقت خلفها الباب صعد الى سيارته ينظر الى قطعة الحلوى بيده وتبسم وهو يضعها بفمه يستسيغ طعمها قائلا
فعلا طعمها لذيذ ياريت كانت جابت كمان
ضحك على حاله ونمي لقلبه أمنية رؤيتها مرة أخري تنهد ينطق إسمها مرارا
فريال مدين
وهي دخلت الى الڤيلا كان الصمت والهدوء ذهبت نحو غرفتها مباشرة وضعت الحقيبه وإضحعت على الفراش وتنهدت ببسمه وهي تنطق إسمه
صهيب جنيد
بأحد الاماكن الراقيه بالقاهرة
ڤيلا متوسطة الحجم
نصيبي فى المزرعة وكفايه عشره فى الميه من أسهمي فى الشركة
بدلال وهي تتغنج قائله
لاء تلت الأسهم بتاعتك عشان يكون معانا سيولة كافيه ونستغني عن قرض البنك
كاد يرفض لكن ا وغنجها جعله يمتثل وهي تشعر بزهو وها هي معركة أخرى تجعلها تشعر بالإنتصار على تلك المتعاليه تاج
فجرا
حين خرج من المطار
كان هنالك سيارة فارهة فى إنتظاره أخذ مفاتيحها من ذلك السائق ورحل بينما هو قاد السيارة حتى وصل الى
مشارف تلك البلده
توقف فجأه بسيارته
كآنه سمع صوت صهيل ذلك الحصاننظر حوله كان المكان ساكنالكن تبسم وذكرى أمامه يتخيلها
والحصان يغضب يصهل ويرفع ساقيه الامامتين بالهواء وكادت تقع من تمتطيه لكنها تعاملت مع الحصان بحنكه وإستطاعت السيطره عليهوهو يهرول بالحصان خلفهايشعر بسعادة وهي تهرول سريعا فرسها يشق ذلك الطريق الترابية
فتح عينيه
وإختفت الذكرى
أخذ نفسه وزفره برويه ينظر امامه
أين أختفى هذا الحصان بتلك السرعه الرهيبه علم أنها كانت ذكرى عابره
نفض عن رأسه ذالك وسار بسيارته بذلك الطريق الذى تترك