عندما يندم العاشق الفصل الثاني عشر _ والفصل الثالث عشر
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
الفصل الثاني عشر
عندما نظر أحمد في الاتجاه الذي كان بلال يحدق فيه ظهرت الفتاة الصغيرة التي التقيا بها في اليوم السابق فعبس حاجباه قليلا.
وفي تلك اللحظة كانت أسيل تراقبهم بينما كانت تصفق بيديها مع الأطفال الآخرين. وعندما أدركت أن أحمد وبلال كانا يوجهان أنظارهما إليها لم تستطع إخفاء لمحة من الإثارة التي ارتسمت في عينيها الصافيتين.
قال معلمهم بلطف حسنا! يمكنكم الجلوس في مقاعدكم الآن. أوه هناك مقعدان فارغان هناك. سأجلسكما معا حسنا وأشار إلى المقعدين بجوار استيلا.
لمحت أسيل الصبيين وهما يقتربان من المقاعد الفارغة بجانبها وملأت عينيها نظرات ترقب لكن سرعان ما اجتاحتها موجة من خيبة الأمل. كانوا سيجلسون بجانبها مباشرة ولكن لماذا لا يحيونها وكأنهم لم يتعرفوا عليها.
وحدقت أسيل في الأسفل وهي تلعب بأصابعها في صمت. في تلك اللحظة كان الصبيان يراقبانها عن كثب وكانا يشعران بشيء من الذنب عندما لاحظا خيبة أملها.
أومأ بلال برأسه متفقا مع كلمات أخيه نعم! يجب أن نتجاهلها!
وبذلك جلس الصبيان منتصبين طوال الدرس ولم ينظرا إلى أسيل حتى ولو بنظرة جانبية.
كان بلال المنفتح بطبعه يتفاعل بسهولة مع الآخرين ويضحك بمرح. على العكس كان أحمد مهذبا وناضجا بالنسبة لعمره وكان ودودا مع الجميع.
حتى أن إحدى الفتيات تامي دفعتها جانبا وسخرت منها قائلة يا صغيرتي ابتعدي عني! أنت لا تستطيعين حتى التحدث فما الفائدة من وجودك هنا
تأثرت أسيل وفتحت فمها للحظة لكن أحدا لم يساعدها. ففقدت توازنها وسقطت إلى الوراء. في تلك اللحظة لاحظ الجميع سقوطها ولكنهم تراجعوا ولم يقدم أحد منهم يد العون.
من