عندما يندم العاشق الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
بشحنة من التوقعات.
بعد دقائق طويلة سمعا طرقا على باب الغرفة الخاصة.
استقام كميل فورا وقال بصوت هادئ إنهم هنا.
أومأت رولا برأسها بسرعة ثم وقفت على قدميها متمالكة نفسها وقالت من فضلك ادخل.
ثم فتح الباب وفي تلك اللحظة كان الصوت الذي دخل إلى أذنهما مثل دوي رعد في السماء الصافية نأسف لتأخرنا.
عندما رفعت رولا رأسها وقعت عيناها في عيني عبير.
في المقابل اتسعت عينا عبير في صدمة وكأنها في مواجهة شيء لم تكن تتوقعه وبينما كانت في حالة من الدهشة صړخت قائلة أنت رولا لماذا أنت هنا ألم تختف منذ زمن بعيد لماذا ظهرت الآن
لم يكن كميل وشادي أقل حيرة مما كانت عليه عبير.
ثم وبعد لحظات من التردد سأل كميل بنبرة ودية ولكن مليئة بالفضول السيدة بشارة هل تعرفين الدكتور الجابر
أوضح كميل بهدوء محاولة تخفيف حدة الموقف رولا الجابر هي المسؤولة عن معهدنا البحثي. عندما علمت أننا بصدد توقيع عقد معكم طلبت منا أن نتعاون معكم.
وقال كميل مبتسما قليلا لقد أتينا كعلامة على صدق نوايانا.
ولكن على الرغم من كلمات كميل أصبح تعبير عبير أكثر قتامة وكان قلبها يعصف بأفكار متشابكة. متى عادت رولا
كلما فكرت عبير في هذا ازدادت القلق والحيرة في أعماقها وأصبح وجهها شاحبا وعيناها لا تخفيان توترها.
من جهة أخرى كانت رولا أكثر هدوءا من أي وقت مضى وكأن هذه كانت اللحظة الأولى التي تلتقي فيها عبير من جديد. نظرت إليها ببرود غير عابئة بكل ما كانت تشعر به في الداخل.
عند سماعها السؤال تخلصت عبير سريعا من مشاعرها المتراكمة وتوقفت للحظة نظرت إلى رولا وكأنها تحاول التماس جديتها. ثم تغيرت ملامح وجهها وأصبحت جليدية بينما نظرت في عيني رولا بنظرة غامضة.
أجابت عبير بصوت محايد بالطبع أخطط للاستمرار. لقد عمل الدكتور غالب على هذا العقد لفترة طويلة ولن أسمح لجهوده أن تذهب سدى.
بينما كانوا ينتظرون وصول القهوة كانت نظرة عبير المظلمة مثبتة على رولا.
على الرغم من أنها لم تكن ترغب في الاعتراف بذلك إلا أن رولا قد تغيرت كثيرا خلال السنوات الست الماضية.
في الماضي كانت تتمتع بحذر واضح في تصرفاتها لكن الآن يكفي أن تجلس هناك لتشعر أي شخص بمدى قوتها وهيبتها. كان حضورها طاغيا على عبير.
الذي كان من الممكن أن يكون لها أصبح يبتعد عنها أكثر فأكثر.
حينما أدركت ذلك قبضت عبير يديها تحت الطاولة بينما كانت مشاعر الغيرة تتسرب إلى عروقها.
قالت عبير بابتسامة احترافية على وجهها لكنها كانت تحمل نظرة باردة في عينيها أتمنى حقا العمل مع معهدكم ولكنني لا أعتقد أن السعر الذي تفاوضنا عليه سابقا مناسب. بما أن الدكتور الجابر هنا أعتقد أننا سنكون سعداء جدا.
وأضافت بهدوء يمكننا مناقشة السعر مرة أخرى.
على الرغم من أن عبير كانت تبدو مبتسمة إلا أن كلماتها كانت مليئة بالبرود.
سمعها كميل وكان على وشك الرد ولكن رولا قاطعته وسألته بهدوء السيدة بشارة ماذا تعنين بذلك
أجابت عبير بهدوء نأمل أن نتمكن من الحصول على زيادة قدرها 2 من السعر الأصلي.