الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية عشق لا يضاهى الفصل الرابع (ظافر وسيرين) بقلم أسماء حميدة

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

العاطفة 4
حتى سماعات الأذن خاصة سيرين كانت ملطخة باللون الأحمر مما أثار في نفسها موجة من القلق والانزعاج.
انقبضت حدقتا عينيها وسرعان ما أمسكت ببعض المناديل الورقية لتجفف أذنيها ثم خلعت ملاءات السرير وغسلتها بعناية فائقة.
كانت خشيتها من أن تقلق فاطمة إذا اكتشفت أن حالتها الصحية تتدهور فبادرت بتنظيف الفوضى وابتكرت عذرا لتوديع فاطمة دون إثارة الريبة... وقبل أن تغادر وضعت جزءا من مدخراتها على طاولة السرير بهدوء دون أن تخبر فاطمة بما فعلت.

رافقتها فاطمة إلى محطة الحافلات ولوحت لها مودعة إياها بحزن واضح.
بعد رحيل سيرين لم تستطع فاطمة التوقف عن التفكير في مدى نحافة سيرين وتزايد قلقها عليها... ولكنها لم تكن قادرة على البقاء مكتوفة الأيدي فاتصلت بمكتب مجموعة نصران.
عندما علمت السكرتيرة بأن المتصلة هي فاطمة مربية سيرين وأنها ترغب في التحدث مع سيدها حولت المكالمة على الفور إلى خطه المباشر.
بينما كان ظافر جالسا بعنجهية خلف مكتبه الفخم يدير أعماله بحنكة ولكنه ما بين الحين والآخر يجتسه من بين أفكاره شيء يذكره بها ها هو ملف قدمته إليه مديرة مكتبه بلون سيرين المفضل... وتلك الرائحة المنبعثة من فنجانه تشبه رائحة القهوة التي كانت تعدها له سيرين... و... و...
طرق ظافر بقلمه أعلى سطح مكتبه يحصي أيام فراقها... ذلك اليوم هو الثالث منذ رحيلها وتلك هي المكالمة الأولى التي يتلقاها بشأنها.
كان ظافر جالسا خلف مكتبه عندما تم تحويل المكالمة إليه يشعر بارتياح غريب... فكما توقع لم تتمكن سيرين من البقاء بعيدا عنه لأكثر من ثلاثة أيام أو هكذا اعتقد.
جاءه صوت فاطمة عبر الخط محملا بملامح الزمن والتجارب
السيد نصران أنا مربية سيرين وقد كنت أعتني بها منذ كانت طفلة... أرجوك بل أستحلفك أن تعاملها بلطف ولا تؤذها أكثر مما فعلت... إنها ليست قوية كما تبدو... فعندما ولدت تركتها السيدة تهامي تحت رعايتي لأنها لم تحتمل ضعف سمعها... ولم تعد سيرين إلى المنزل إلا عندما بدأت المدرسة... لم يعاملها آل تهامي قط كواحدة من أفراد العائلة... وباستثناء السيد تهامي كان الجميع يعاملونها كخادمة... أنت والسيد تهامي الشخصان الأهم في حياتها... أرجوك من فضلك كن لطيفا معها.
تبدل مزاج ظافر عندما سمع ما قالته فاطمة يجيبها ببرود شديد
هل طلبت منك أن تخبريني بهذه القصة الحزينة لأنها لا تريد مواجهتي لماذا يجب أن أهتم بحياتها إذا سألتني فهي تستحق ما حدث لها!
كان يشعر بوخزة في قلبه جراء ما حدث مع تلك المسكينة ومع ذلك أنهى المكالمة دون انتظار ردها.
سمعت فاطمة سيرين وهي تتفاخر بلطف ظافر معها لذا أدركت الحقيقة حينها فقط ظافر لم يكن رجلا صالحا على الإطلاق ولم يكن زوجا صالحا لسيرين.
جلست سيرين في الحافلة متجهة إلى المنزل وفي تلك اللحظة اهتز هاتفها. كانت رسالة من

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات