رواية عشق لا يضاهى الفصل الرابع (ظافر وسيرين) بقلم أسماء حميدة
الهزال والكآبة.
توجه نحوها حاملا مظلته وعلى ما يبدو أنها لم تلاحظ وجوده إلا بعد بضع لحظات.
تأملته بنظرات وداعا وهي تقر بأن ظافر لم يتغير كثيرا خلال السنوات الثلاث الماضية إذ لا زال يحتفظ بوسامته وثقته بنفسه وقد زادته السنوات نضجا وجاذبية.
أما سيرين فقد كانت مشوشة... السنوات الثلاث الماضية بدت وكأنها لحظة عابرة لكنها استنزفتها بكل ما تملكه من قوة لذا ترغب في خلاصها من عڈاب قرب ظالم گ ظافر.
أنا آسفة لإبعادك عن عملك. دعنا ندخل.
تجمد ظافر بأرضه وكأنه غير مستوعب لما أردفت به توا بل كان يمني نفسه بأنها ستخر راكعة على ركبتيها ترجوه ألا يتركها لكنه سرعان ما استعاد هدوءه... وقال بنبرة جافة
لا داعي للاعتذار. ثم استدار وتوجه إلى قاعة المحكمة.
في المحكمة سألهم القاضي عما إذا كانا متأكدين من المضي قدما في الطلاق... فجاءت إجابة سيرين حاسمة وواضحة
نعم.
كانت تلك الكلمة تحمل في طياتها الحزم والقوة مما أحبط ظافر وجعله يدرك أن الأمور بينهما قد وصلت إلى نهايتها.
بعد تقديم دعوى الطلاق كان لزاما عليهما العودة إلى المحكمة خلال شهر لحضور جلسة الاستماع... وإذا تخلفا عن الحضور فإن الدعوى ستعتبر ملغاة.
سأراك الشهر المقبل... اعتن بنفسك.
ألقت كلماتها وهي تتهرب بنظراتها عنه ثم استقلت سيارة أجرة تلاشت بين غيمات المطر وغادرت.
بقي ظافر واقفا في مكانه يتابع سيارتها وهي تبتعد دون أن يعي تفسيرا لإحساسه الآن ربما شعر بالارتياح.
شعر بالارتياح لأنه لن يضطر لتحملها أكثر أو تحمل سخرية الآخرين لوجود زوجة معاقة لديه.
في سيارة الأجرة استندت سيرين إلى النافذة وحدقت في قطرات المطر المتساقطة على الزجاج بلا تعبير.
فجأة لاحظ السائق في المرآة الخلفية سائل أحمر يسيل من أذنها فصدمه المشهد. وقال
هيهات لمن يتحدث! إنها بعالم آخر وعندما لم يأته ردا أوقف السائق السيارة بعجالة.
انتبهت سيرين عندما خفت اهتزاز المحرك فجأة وهي في حيرة من أمرها إنهم لم يصلوا بعد... إذا لماذا توقف
نظرت إلى السائق ورأته يتكلم بصمت... حينها أدركت أنها فقدت السمع مرة أخرى
آسفة لا أستطيع سماعك. ماذا تقول
أخيرا نطقت تنفس السائق الصعداء وإذا به يضطر إلى كتابة ما يريد قوله على هاتفه ليخبرها عن حالة أذنها التي لاحظها.
مدت سيرين يدها متأخرة بفتور وهي تشعر بالإحساس الدافئ على أذنها... إذ اعتادت على ذلك