رواية عشق لا يضاهى الفصل الرابع (ظافر وسيرين) بقلم أسماء حميدة
ظافر.
قلت أنك تريدين الطلاق أليس كذلك سأراك في الساعة العاشرة صباحا غدا.
حدقت سيرين في النص بلا تعبير لفترة من الوقت قبل الرد بكلمة واحدة فقط حسنا.
لقد أثار ذلك ڠضب ظافر وأفسد مزاجه تماما... ولم يعد قادرا على العمل فاتصل بأصدقائه ودعاهم لتناول المشروبات.
كانت دينا أيضا في النادي عندما وصل... أعلنت لن أعود إلى المنزل حتى أسكر!
كيف حال سيرين الصماء
رفع ظافر حاجبه وقال له
ليس هناك حاجة للحديث عنها مرة أخرى... سنرفع دعوى الطلاق غدا.
لقد أصيب طارق بالذهول ولم يستطع أن يصدق ما سمعه... قال مستفسرا
حقا
بجانبهم أشرق وجه دينا... وصبت له كأسا وقالت
تهانينا على استعادة حريتك ظافر!
شرب ظافر الكثير في تلك الليلة... فعرضت دينا عليه أن ترسله إلى منزله لكنه رفض قائلا
فكر ظافر قليلا فلو كان هو وسيرين سينفصلان غدا فقد تعود إلى المنزل في تلك الليلة.
لم تكن دينا سعيدة بهذا الرفض... قالت پغضب
لماذا فأنت ستطلقها على أي حال... لماذا لا يكون ذلك مناسبا هل ما زلت خائڤا من أن تكتشف علاقتنا
علاقتهم! ضيق ظافر عينيه وقال
أنت تفكرين في هذا الأمر أكثر من اللازم.
وفي طريق عودته إلى المنزل واصل فتح هاتفه ليتحقق مما إذا كانت سيرين قد أرسلت له أي رسائل.. ولكنها لم تفعل ذلك.
عندما وصل إلى قصره كان الظلام دامسا... وبتعبير عاصف فتح ظافر الباب وأشعل الضوء على أمل أن يجدها بالداخل كما كانت دوما ولكن لم يكن هناك أثر لها... لم تكن قد جاءت إلى المنزل... لقد ترك القصر بالضبط كما كان عليه عندما غادرت.
لم تتركه سيرين يهنئ بنومه إذ فرضت حضورها في كوابيسه لقد رآها مغطاة بالډماء لكن كانت هناك ابتسامة رضا على وجهها... وتردد صوتها بأذنه وهي تقول
لم أعد أحبك يا ظافر.
عند مدخل المحكمة لمح سيرين واقفة تحت شجرة قريبة تكسوها ملابس داكنة تزيد من ضعفها... فمن بعيد بدت وكأنها شبح نحيل وسط الرذاذ وكأن نسمة هواء خفيفة قد تطيح بها أرضا.
ظل ظافر يتذكرها في أولى أيام زواجها به تلك الأيام التي كانت فيها سيرين مليئة بالحيوية والنشاط إنها أبدا لم تكن بهذا