رولا الجابر ولؤي (رواية من كارهٍ إلى عاشق) (عندما يندم العاشق الفصل والسبعون والواحد والسبعون)

من القسم الفني وأرسله إلى مجموعة بشارة لحل الأزمة. كانت كلمات لؤي بسيطة لكن خلفها عمق من التفكير ومرونة لا تترك مجالا للشك في إلمامه بالأمور.
وصل الشخص الذي أرسله لؤي إلى مجموعة بشارة وبينما كان باقي الموظفين يعانون من الفيروس الذي بدأ يستهلك وقتهم ويشتت انتباههم كان هذا الشخص يتصرف ببراعة حيث ألقى نظرة واحدة على الشيفرة ثم شرع في إرسال رسالة مختصرة على الفور دون أدنى تردد. بدا من الواضح أن الموظف الذي بعث به لؤي كان يمتلك مهارات تفوق بكثير تلك التي يتسم بها موظفو مجموعة بشارة. 
لقد كان صباحا مليئا بالإحباط بالنسبة لرجال بشارة الذين ظلوا عاكفين على حل الأزمة دون جدوى بينما لم يتطلب الأمر من موظف لؤي سوى لحظة حاسمة لاختراق الفيروس وكأنه كان يحل لغزا بسيطا. 
في تلك الأثناء عادت رولا إلى دراستها بعد أن اطمأنت على أحمد وبلال. وبينما كانت مشغولة في تدريس الأمور الدراسية ألقى أحمد نظرة أخرى على شاشة الكمبيوتر المحمول وهو يدرس بعناية أسعار الأسهم. ومع مرور الوقت بدأت الرموز تظهر أمامه على الشاشة بشكل متسلسل.
بلال انظر! صاح أحمد وهو يوجه نظره إلى بلال الذي استجاب على الفور. 
ومع تأمل بلال للرموز التي أضاءت الشاشة ظهرت على وجهه ابتسامة تحمل بين طياتها شعورا بالإنجاز. كانت هذه الرموز جزءا من برنامج صممه بلال بنفسه. وعندما يتمكن شخص ما من اختراق التسلسل الأساسي للفيروس فإن هذا البرنامج يظهر نافذة تلقائيا تشير إلى اختراق ناجح.
لقد كان بلال يعتقد في البداية أن هذا الفيروس لن يتم اختراقه اليوم لكن ما ظهر أمامه كان يؤكد عكس ذلك. يبدو أن الطرف الآخر محترف للغاية فكر في نفسه وكان الحماس يتدفق من قلبه. أخذ بلال الكمبيوتر المحمول من يد أحمد وبدأ يضغط على المفاتيح بسرعة ليدخل في معركة تقنية مع الخصم غير المرئي من الجانب الآخر.
ومضت نصف ساعة من الصراع الإلكتروني ثم توقف بلال فجأة عن الكتابة. 
ما الأمر سأل أحمد بدهشة وهو يراقب بلال بحيرة.
ابتسم بلال وهو يتنهد قائلا بحماس واضح لقد تم إفساد الأمر.
تبادلا نظرات مليئة بالتساؤل والدهشة بينما تابع أحمد بغرابة لماذا تبتسم وكأنك فزت
رد بلال وهو يهز رأسه بلا مبالاة وقال هذا الشخص لا يصدق حقا. لقد كانت المعركة معه ممتعة للغاية وأشعر أنني بالفعل على أعتاب اكتشاف شيء كبير. لكنني متأكد من أنه ليس من مجموعة بشارة. إنه أقوى بكثير من هؤلاء المبتدئين.