عشق لا يضاهى الفصل الخامس (أسماء حميدة)
فوضى خلفه... ولدى وصوله إلى منزله أسرع بإبلاغ عائلة تهامي عن مكان إقامة سيرين وكأنه يريد إحكام السيطرة على حياتها حتى آخر رمق.
أثناء سقوطها شعرت سيرين وكأن الزمن قد توقف وكأنها تهوي في بئر لا قاع له تتقاذفها أمواج الألم.
كان طارق في مخيلتها مثل طائر جارح يحلق بلا وجهة تائه بين ظلمات نفسه... أما هي فكانت تتشبث ببقايا الأمل تحاول أن تفهم كيف يمكن لإنسان أن يكون بهذا العمى تجاه الحق.
شكرا لك وأعدك بأنني سأسدد لك الجميل يوما ما.
خيبات الأمل والوعود الكاذبة.
كانت الشمس تشع بنورها الساطع في الخارج عندما استيقظت سيرين بعد أن أجبرتها عائلتها على العودة إلى منزلهم... نهضت متثاقلة وتوجهت إلى غرفة المعيشة حيث وجدت سارة جالسة على الأريكة مرتدية فستانا رسميا تظهر وكأنها غير مبالية بوقت استيقاظ سيرين المتأخر.
ألق نظرة جيدة على هذه... إنها الخطة الاحتياطية التي أعددتها لك.
تناولت سيرين الوثيقة بيد مرتجفة وعيناها تتجولان على عنوان تلك الكومة من الأوراق وكان كالتالياتفاقية ما قبل الزواج.... بدأت سيرين تتصفح ورقة تلو الأخرى وهي تقرأ المحتويات بصوت مرتجف.
واستمرت الوثيقة في سرد تفاصيل حياة خليل الباسل بما في ذلك أنه رجل أعمال من الجيل الأكبر سنا ويبلغ من العمر 78 عاما.
لقد أعرب السيد خليل عن عدم اعتراضه على زواجك من قبل... كما أنه سيساعد في إحياء سمعة عائلتنا من الرماد طالما ستقبلين الزواج منه. هيا يا عزيزتي. لن تخذليني أنا وتامر أليس كذلك
شحب وجه سيرين أكثر وقالت بصوت يكاد يختفي
لم تتوقع سارة أن ترفض سيرين طلبها صراحة فاشتعلت ڠضبا على الفور.
بأي حق ترفضين لقد منحتك الحياة!
نظرت سيرين إلى سارة بتحد وقالت
ماذا لو أعيد إليك حياتي هل يعني هذا أنني لم أعد مدينة لك بشيء
ماذا قلت صړخت سارة.
تحركت شفتا سيرين الشاحبتان ببطء عندما قالت
إذا أعدت حياتي إليك فهل يعني هذا أنك لن تكوني أمي بعد الآن ولن أكون مدينة لك لأنك ولدتني
سخرت سارة بتهكم غير مصدقة أن سيرين قد تجرؤ على مثل هذا التحدي.
حسنا إذا لن أجبرك على الزواج من السيد خليل إذا أعدت لي حياتك... لكن السؤال هو هل لديك الشجاعة للقيام بذلك
أعطني شهرا. قالتها سيرين مصممة وهي تلفظ هذه الكلمات بحزم.
في عيون سارة بدت سيرين وكأنها شخص مچنون... فحذرتها قائلة
من الأفضل ألا تهددني بالقول