الجمعة 27 ديسمبر 2024

ندالة عاشق كاملة (نوڤيلا كاملة بقلم نداء علي)

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وربما
تستصيغه وعندما يأت دورك لا تصبح صدمتك بنفس القوة المتوقعة بل تتلقاها بصدر رحب قد اعتاد القسۏة وشرب منها حد الثمالة.
هرولت صفا تجاه منصف اشتاقت إليه وعليها أن تخبره سوف تبوح بكل شيء لن تكتم حبها له بعد الأن.
ربما كانت متزمته معه كثيرا هو لا يستحق أن تعاقبه على ماضي خلقه والدها بيديه بل عليها أن تحيا بسعادة دون خوف
تحدثت بلهفة قائلة
كنت فين يا منصف معقول كل الأيام دي متسألش عني
تجمدت مكانها ودار بها الكون
من حولها والقاها بقسۏة عندما باغتها بقوله
أسف يا صفا احنا مش هينفع نكمل مع بعض.
خلا المحيط حولهما من كل صوت إلا من صوت أنفاسها المتلاحقة تنظر إليه بترجي ربما كان مازحا لكن صمته وابعاده لعينيه عن خاصتها وكأنه لا يقو على النظر إليها أكدت ما قاله.
صفا بضعف يعني ايه طب ليه كده بقى ده جزاتي اني حبيتك ووثقت فيك تحدثت بخفوت وترجي متسائلة
طيب أنا زعلتك في حاجه يعني في سبب انت مبقتش تحبني يا منصف
منصف بهدوء دون تأثر زي ما قولتلك مفيش نصيب أبويا رافض وأنا مقدرش اغضبه واقف في وشه
صفا بكبرياء رغم انكسارها ممكن اعرف والدك معترض عليا ليه
منصف ملوش لزوم يا صفا خلينا نبعد من غير ما نجرح في بعض.
صفا متقلقش هنبعد مش أنا اللي هجري ورا واحد بايعني بس حقي اعرف السبب.
انتظرت كلماته بترقب وتردد هو قليلا إلى أن قال بلا مراعاة لمشاعرها
منصف انتي والدتك مطلقه ملكمش راجل يترد عليه ولا يتناسب أبويا عاوز عيله يتشرف بيها وعزوة تسندنا.
صفا بتيه وانت موافق على كلام ابوك ده
منصف أوقات الأهل بيبقوا شايفين المصلحة والصح اكتر مننا.
صفا عندك حق أنا أمي حذرتني منك كتير وللأسف مسمعتش كلامها وصدقت كلامك ووعودك وأدي النتيجة انت صح الأهل بيفهموا عننا فعلا يا منصف اخواتي البنات اكبر مني وحذروني منك قالولي ابعدي عنه ده واحد أبوه دجال بيسحر ومعندوش دين بس أنا قولتلهم منصف مش زي أبوه انت صح يا منصف كان لازم اصدقهم أنا غلطانه دي غلطتي كنت عايشة في حالي خاېفه أحب وانجرح وانت بكلامك واصرارك خلتني اصدق ان الحب أقوى من أي ظروف وهمتني انك راجل أد كلمتك.
استدارت وأولته ظهرها كي لا ينعم بتلك اللحظات لحظة انكسارها واڼهيار قوتها الزائفه في مواجهة جبروته وندالته تحركت بخطي مؤلمة تجاهد الا ترجع إليه وتقتله كما قټلها دون رحمة وابتعدت عنه دون عودة عازمة أن تواصل حياتها وتبدأ من جديد.
مضت أيام في عقبها أشهر لا تعد استجمعت صفا خلاله بعض الثبات وبقى لديها أمل خفي في عودته إليها كانت تلتمس له بعض العذر فوالده شخص قاسې ويصعب الوقوف بوجهه إلى أن ټحطم كل أمل بداخلها بعدما وصل إلى مسامعها نبأ ارتباطه بأخرى وزواجه منها بكت وبكت دون توقف حتي شعرت بغياب الروح من جسدها تساءلت مرارا كيف استطاع النسيان هكذا أما كان ينبغي عليه أن ينتظر ولو قليلا لم أفقدها ثقتها بالجميع
استمعت إلى صوت والدتها يقترب فأغمضت عيناها تدعي النوم.
دلفت فاطمه إلى غرفه طفلتها وجلست إلى جوارها مدت كفها الحاني ومسحت بلطف عبراتها المتلاحقه تنهدت بتعب وضيق قائلة بصوت حزين
متعيطيش ياقلب أمك متحرقيش قلبي عليكي يا صفا ومتعمليش نفسك نايمة يابنتي لو خبيتي عالدنيا
بحالها هتخبي على قلبي ازاي هتكدبي على أمك وهي موجوعة اكتر منك.
لو كان يستاهل كنت هقولك عيطي بس انتي مقامك عالي وهو ندل ميستحقش متقهريش نفسك يابنتي كله بيعدي حلو ولا وحش هيعدي ويتنسى
انتحبت صفا بخفوت ولم تتحدث أراحت فاطمه جسدها إلى جوار ابنتها وجذبتها إلى أحضانها بقوة لم يضعفها الزمن بل زادها صلابة وحكمة ضمتها إليها واستشعرت صفا أمانا فقدته ولم تجده بعالمها واستأثرت به والدتها دون سواها.
ستبقى والدتها إلى الأبد السند الذي وهبها الله اياه سند لا يكل ولا يعرف الغدر.
البارت الخامس والأخير من نوفيلا ندالة عاشق
نداء علي
نفوسنا أعداء مستترة تجيد التخفي وارتداء الأقنعة وسرعان ما تسقط عنها قناعات الكذب ويطفو وجهها الصادق بحلوها القليل ومرها الطاغي.
تحدث منصف بتعب وندم إلى عروسه التي لم تكمل في بيته ما يزيد عن الشهر وبدأت تناطح والده في جبروته وحدته لا يمر يوم مرور الكرام بل شجارها مع والديه نما خلال أيام زواجهما الأولى شهر العسل الذي يتحدثون عنه لم ينعم هو به.
استفزته بصوتها الحاد ولهجتها اللاذعة فتحدث پغضب قائلا
احترمي نفسك ومتعليش صوتك
سحر بقوة ده اللي ربنا قدرك عليه ده بدل ما تقول لأبوك يحل عني وملوش دعوة بيا المفروض انا متجوزاك انت لوحدك مش متجوزاك انت وابوك وأمك.
صلاح پجنون تصدقي انك عيلة واطية ومحدش عرف يربيكي.
سحر احترم سنك يا راجل انت ومتغلطش أنا عامله حساب لجوزي غير كده كنت رديت عليك أنا متربيه احسن تربية بس أبويا معلمني مسبش حقي لحد مهما كان.
صلاح البت دي تغور من هنا طلقها يا منصف دي تربيه ناقصه.
ابتسمت هي بانتصار قائلة.
يطلق مين ده انا أخرب بيتكم بالقايمة والمؤخر وبعدين شيل ده من ده يرتاح ده عن ده.
راوية يعني ايه يابنتي
سحر هعيش في حالي وانتم في حالكم
منصف يكون احسن اطلعي شقتك ومشفش خلقتك هنا تاني
صلاح ما شاء الله راجل ياواد ربنا نصفني بيك بتنصر مراتك عليا يا عرة الرجالة.
منصف مش انت اللي مختارها يا بابا ولا ايه مقدرش اطلقها دي حامل في ابني ولا بنتي
صلاح هي لحقت تحمل
منصف النصيب قدري وقدركم.
عشر سنوات كاملة قد ولت وتغيرت ملامح البشر لكن أفئدتهم كما هي أصابها عطب القسۏة وأصابع الندم قد تركت بصمتها بين جدرانها.
تحدثت نادره إلى صفا قائلة
يابنتي بټعيطي ليه ده المۏت راحة والله خدنا ايه من الدنيا وقرفها.
صفا حرام عليكي متقوليش كده انت لسه صغيره ولادك محتاجينك.
نادره بتعب عارفه ومفيش حاجة مأثره فيا غيرهم كان نفسي أفضل جنبهم لما يكبروا بس نعمل ايه اللي ربنا يكتبه كله خير.
صفا ان شاء الله هتبقي كويسة ربنا يصرف عنك يا نادره.
نادره ابقي اسألي عنهم يابت وافتكريني واقرأيلي قرآن.
صفا باكيه اسكتي يا نادره الله يكرمك.
نادره حاضر قوليلي عامله ايه مع جوزك وولادك
صفا الحمد لله كل يوم في حال زينا زي الدنيا
نادره عندك حق الدنيا مش ثابته على حال ربنا يهديكم لبعض الحياة مش مستاهله والله
عارفه أنا قابلت مين وأنا رايحة اخد جلسة الكيماوي
صفا مين
نادره قابلت فياض في الأول معرفنيش تقريبا شكلي اتغير عن زمان كتير بس بعد ما فضل يبصلي شوية جه وكلمني.
صفا منه لله كنتي امشي ومترديش عليه.
نادره كان نفسي أشوفه يا صفا أواجهه اصړخ في وشه واقوله ليه رماني بسهولة كده ليه بس طريقة كلامه خلتني اسكت تصوري بيقولي
بكل هدوء تفتكري يا نادره لو كنا اتجوزنا كنتي هتقدري تسعديني ولا لأ
مستكتر نفسه عليا شايف انه حاجة كبيره أوي.
صفا كنتي اخلعي اللي في رجلك واديله على دماغه
نادره بحزن ده بقى ظابط كبير أوي اضرب مين ده كان رماني ورا الشمس احنا فعلا مكناش ننفع لبعض يا صفا هما عندهم حق.
صفا بحدة عنده حق في ايه ده عيل لو راجل مكنش ربطك جنبه بدل السنه سبع سنين سنين عمرك انتي ضاعت علشان واحد ندل مكنش قرب منك ولا عشمك طالما مش أد كلامه ربنا مبيسبش حق مظلوم وهو ظلمك وان شاء الله ياخدلك حقك منه ومن أهله.
من أيات المنافق يا نادره زي ما الحديث قال واذا وعد أخلف فما بالك باللي يوعد ويجرح ويكسر في قلوب غيره ويهرب.
ابتسمت نادره بحزن واشتياق إلى تلك الصديقه التي لن تراها مجددا واحتضنتها قائلة
هتوحشيني يا صفا ربنا يعوضك خير ويسعدك اوعي تخلي بنتك تحب يا صفا الحب ده ۏجع قلب أنا لو فضلت عايشة كنت هحافظ على بنتي ومش هخلي حد يكسرها كده ابدا.
صفا يابت ادعيلهم يبقى نصيبهم وحظهم أحسن مننا.
نادره يارب اللهم أمين.
وكان ذلك أخر لقاء بينهما فقد انتهت رحلة نادره في الحياة وهي في مقتبل العمر ټوفيت وتركت عالمنا البائس في ظلامه وعاداته البالية وفكره العقيمربما كانت ضحېة وربما اختارت أن تبقى ضحېة حتى النهاية ولم تقاوم وتقوي من حالها وفي وتتعدد الأسباب ويبقى مۏت القلب وكسرته أشد وأقوى أنواع النهايات.
وقانون الحياة واضح كما الشمس انت قوي وهناك الأقوى محال أن تجد سلطة مطلقة لأحد سوى للواحد القهار.
لم يصدق منصف ما يحدث لقد تم فصله من عمله منصبه الذي جاهد سنوات للحفاظ عليه فقد اعصابه واحتد في الحديث إلى قائد يعلوه في الرتبه وعندما تطاول عليه بات منبوذا من الجميع.
تحدث إليه والده بشيء من الحزن قائلا
متزعلش نفسك يابني والله ما هسيبه ابدا الراجل ابن ده
منصف هتعمل ايه تاني يا بابا كفاية لحد كده أنا لسه معرفش المحكمة هتوصل لفين خاېف اتحبس
صلاح بحدة تتحبس ليه يعني ده ايه الظلم والافترا ده بس خناقة زي أي خناقة تترفد بسببها وتتحبس كمان
منصف لا مش خناقة زي اي خناقة مكناش اتنين عيال في الشارع يا بابا ده ظابط ورتبته أعلى مني ضړبته وشتمته جوة القسم يعني قضية والشهود كتير بس ده عقاپ من ربنا أهي الوظيفة اللي ضحيت بكل حاجة علشانها راحت ومستقبلي هيضيع
صلاح بمكابرة ولا يهمك الفلوس كتير اعمل مشروع ومتشغلش بالك ولا حكومة ولا غيره تبقى حر نفسك أحسن من ۏجع القلب كله من مراتك بوز الأخص قدمها أسود من يومها وشؤم عالبيت كله
منصف كله نصيب أنا رايح للمحامي لما أشوف وصل لأيه
صلاح ربنا
معاك يابني.
ربما نبدو قساة القلب لكننا ما قسينا بمحض ارادتنا بل غرست نبتة القسۏة إلى أن تفرعت واشتد عودها نحن ما فعلنا شيء بل نحصد ما زرعه الأخرون
انتهت صفا من عملها بالمدرسة وتوجهت إلى منزل والدتها تعجبت من النسوة المتشحات بالسواد داخل وخارج المنزل
اقتربت احداهن قائلة بمواساة البقية في حياتكم يا بنتي شدي حيلك.
أرادت صفا الضحك هل يقدمن إليها العزاء في والدها وهل لها أن تحزن وتشعر بالفقد ما ضرها ان ماټ أو بقى حيا فمنذ طفولتها لم تراه لم تنعم بحنانه أيعقل أن يتساوي هو بغيره من الأباء الذين أفنوا حياتهم بأكملها كي يحيا أبنائهم.
لقد مرت بالكثير بدأت دراستها واكملتها تخرجت وعملت بمجال التدريس أحبت وتخلى عنها من أحبت وانكسرت واستطاعت تخطيه ولم تجد والدها إلى جوارها ولو مرة واحدة كم تمنت أن يزفها إلى زوجها يساندها لكنه كان غائبا سراب لا يعني لها شيء.
اقتربت من شقيقتها وهمست إليها
هما بيعملوا ايه هنا ما يروحوا لبيته التاني
كاريمان بخفوت

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات