رواية عشق لا يضاهى الفصل السادس (أسماء حميدة)
إلى سيرين يطلبوا منها العودة لإجراء فحص متابعة... ومع ذلك رفضت سيرين بأدب كل تلك الرسائل... إنها قد قررت بالفعل إنهاء حياتها لذلك لم تكن تريد إضاعة الوقت.
راجعت سيرين حسابها المصرفي الذي كان لا يزال يحتوي على أكثر من 100 ألف دولار... وفي حال أن ټوفيت خططت لترك الأموال لفاطمة كصندوق تقاعد.
استمر هطول الأمطار على المدينة خلال الأيام القليلة الماضية... في هذه الأثناء ظل كارم يزورها كثيرا ودوما ما كان يجدها تجلس بمفردها على الشرفة غارقة في أحلام اليقظة... كما أدرك أن صممها قد تفاقم إذ كانت سيرين تفشل في كثير من الأحيان في ملاحظة طرقه على الباب.
شحب بريق عينيه للحظة وكأن الهاتف صار أثقل مما تقوى يمينه على حمله وبينما كان على هذه الحالة غارقا في أفكاره طرق ماهر الباب ودخل بهدوء يحمل خبرا لا يمكن تجاهله.
لقد وجدناه سيد نصران... الرجل يدعى كارم الكيلاني وعلى ما يبدو أنه كان صديق طفولة السيدة تهامي.
لكن ماهر واصل الحديث متوجسا وكأنه يزيل الغموض ببطء.
كارم التقى بالسيدة سيرين عندما كانت تعيش في الريف... يبدو أن علاقتهما تعود إلى زمن أبعد مما كنت تتصور.
ارتسم عبوس واضح على ملامح ظافر بينما ظل يتخيل وجه كارم وشيطانه هيأ له هذا الشخص المجهول بالنسبة إليه كمزيج من الوسامة والثقة عند هذه الخاطرة التي رسمت ملامح كارم بمخيلة ظافر شعر وكأن هذا ال كارم ټهديد صامت لكل ما يظنه ظافر ثابتا في حياته.
السيد شوقي لا يزال ينتظرك بالخارج.
رد ظافر ببرود دون أن يرفع عينيه
أخبره أنني مشغول بأمر آخر اليوم.
شعر ماهر بالتشوش والارتباك حيال رب عمله فظافر لم يعد يقضي الوقت كعادته مع طارق وأصدقائه الأثرياء فما الذي تغير فجأة
لم يمر الكثير وها قد غادر ظافر مكتبه مستقلا المصعد الخاص به متجها إلى موقف السيارات القابع تحت الأرض أسفل ممر شركته الفخمة.
شعر بالإحباط يثقل صدره وكأن شيئا ما يتهاوى داخله... فأخرج هاتفه مجددا وبدأ يتصفح قائمة الأسماء... كان على وشك الاتصال ب فاطمة للحصول على مزيد