الجمعة 27 ديسمبر 2024

رولا الجابر ولؤي (رواية من كارهٍ إلى عاشق) (عندما يندم العاشق الفصل والسبعون والواحد والسبعون)

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

تحسنت أطلقت تنهيدة ارتياح ولكن لم يكن ذلك كافيا لتهدئة مشاعرها فقد شعرت بشيء ما في قلبها لا يزال غير مستقر.
لكنني لا أزال لا أشعر بأنني على ما يرام قال بلال بجدية وكأن كلماتها لم تكن كافية لإخفاء شكوكه.
ارتجف قلب رولا عند سماع كلمات بلال وابتلعت ريقها بينما درسته بقلق عميق محاولة فهم ما وراء كلماته. وفي تلك اللحظة جاءتها المفاجأة التالية. إذ قال بلال بصوت هادئ ولطيف وكأن الكلمات تخرج منه رغما عنه أحتاج إلى عناقك حتى أشعر بتحسن.
وعلى الفور شعر جسد رولا بارتعاشة طفيفة إذ اندفع بلال نحوها كالمغناطيس يتسارع نحوه كما لو كان يجد الراحة في أحضانها. ضمته رولا إلى صدرها في لحظة من الحنان الأبوي الصادق وابتسمت ابتسامة رقيقة ملؤها الارتياح. في تلك اللحظة تلاشت جميع السحب التي كانت تحوم فوق رأسها وكأن قلبها قد وجد موطنه بين يديه. لكن نظرها لم يبتعد عن شاشة الكمبيوتر المحمول التي ظلت مفتوحة على الطاولة. 
أحمد ماذا تفعل هناك قالت رولا وعيناها تلاحقان بحذر.
وبينما كانت مشغولة بالعناق مع بلال اغتنم أحمد الفرصة لتغيير صفحة المتصفح. حاول أن يبدو طبيعيا كما لو أن شيئا لم يحدث ثم التقى بنظرات رولا التي بدت مفعمة بالشك. 
أنا أدرس اتجاه الأسهم اليوم. استثمرت في بعض الشركات الأجنبية وكسبت بعض المال قال أحمد بصوت خاڤت محاولا إخفاء أي توتر.
أحمد ربح أكثر من خمسين مليونا! قال بلال بفخر وكأن أحمد قد حقق إنجازا عظيما.
عندما سمعت رولا المبلغ كانت دهشتها لا توصف ففمها انفتح قليلا وهي تردد بذهول هل هذا المبلغ أحمد أنت مذهل!
ثم وبنغمة مازحة نظر بلال إلى رولا وقال ماذا عني ماذا عني
ابتسمت رولا قائلة مهاراتك في الكمبيوتر رائعة أيضا لكنكما رائعان معا. أحبكما أكثر مما يمكن أن تعبر عنه الكلمات.
طبعت قبلة على جباههما فابتسم الأولاد ببراءة وكأن تلك اللحظة كانت أكثر من مجرد لحظة عادية. كانت لحظة سعادة خالصة جعلت الحياة تبدو أكثر بساطة وأكثر جمالا في عيني رولا.
الفصل 71
في تلك اللحظة كان الجميع في مجموعة بشارة يواصلون العمل بلا توقف مضغوطين تحت وطأة الفيروس الذي أصاب النظام. كانوا في سباق مع الزمن محاولين عبور بحر من المشاكل المتلاطمة بلا نهاية.
عبير الموظفة المتخصصة في قسم التقنية كانت مشغولة في عملها ولكن لا يمر وقت طويل دون أن ترمي بسهام من الإهانات بين الحين والآخر. كان ذلك جزءا من طبعها الذي لا تستطيع كبحه رغم أن الجو المحيط كان مليئا بالتوتر والضغط.
بينما كانت تهمس لبعض زملائها سمعنا صوت شادي يرن بجانب أذنيها وهو

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات